بمشاركة 31 دولة.. الاجتماع الثاني لبرلمانات الدول الصديقة لسورية

إدانة الإرهاب.. وترحيب بالحل السياسي

استضافت طهران مؤخراً أعمال الاجتماع الثاني لرؤساء لجان الأمن والسياسة الخارجية لبرلمانات الدول الصديقة لسورية، بمشاركة وفود من 30 دولة تشترك مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وقد أكد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، في كلمة له في الاجتماع أن اجتماع أصدقاء سورية في طهران هو دعم لإجراء الانتخابات الرئاسية في هذا البلد، ونأمل أن تكون ناجحة وتفتح الطريق الواضح لمستقبل سورية، مشيراً إلى أن إجراء هذه الانتخابات تأكيد لضرورة معالجة الأزمة بالحل السياسي والديمقراطي.

وقال لاريجاني: إن الطرق السلمية والديمقراطية هي السبيل الوحيد لحل الأزمة في سورية، وذلك عبر الانتخابات التي يقرر فيها الشعب السوري مصيره بنفسه.

ولفت لاريجاني إلى أن الانتخابات الرئاسية في سورية توجه العديد من الرسائل المهمة، وتؤكد أن الحكومة السورية تحترم إرادة الشعب التي ستظهر من خلال صناديق الاقتراع.

وشدد لاريجاني على أن إرساء الديمقراطية في سورية لا يمر عبر القوة والسلاح، إلا أنه مع بالغ الاسف دخلت الكثير من الدول الإقليمية والدول الموجودة خارج المنطقة هذه الأزمة الشعواء، وبعضها كان يتصور أنه سيتمكن من تغيير الظروف وتدمير سورية خلال أسبوعين أو ثلاثة، ودفعوا لخلق أزمات اقتصادية وسياسية فيها.

وبين لاريجاني أن الدول الغربية والإقليمية ارتكبت خطأ استراتيجياً فادحاً بإيجاد الفتنة في المنطقة، واستقدام الإرهابيين من كل بقاع العالم إلى سورية، لأن أذاهم سيلحق بهم، فهؤلاء الإرهابيون تدربوا على نوع من الحروب وإذا ما عادوا إلى بلدانهم سيثيرون الكثير من المشاكل، والغربيون يقرون بهذا.

وأكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن لا سبيل للحل في سورية إلا عبر صناديق الاقتراع، مبيناً أن إيران دعت منذ البداية إلى حل الأزمة بالوسائل السلمية.

وأشار ظريف إلى أن الكارثة الإنسانية والإقليمية التي تعيشها سورية سببها تدخلات غير مسؤولة وحالات من تصفية الحسابات وأعمال وطموحات توسعية منذ الأشهر الأولى للازمة في سورية، لافتاً إلى أن مثل هذه الممارسات كان لها نوايا عابرة للحدود وتتجاوز سورية، وذلك بقيام بعض الجهات بتشجيع التيارات المتطرفة التي وضعت عقبات في مسيرة الإصلاحات الداخلية في سورية، وحالت دون تمكن الحكومة السورية من تمرير هذه الإصلاحات، بل وتعدت هذا الأمر وامتد نشاطها إلى المنطقة برمتها، فطعت حالة الإرهاب والعنف على المنطقة.

ودعا البيان الختامي للاجتماع الثاني الدول الأعضاء في الاجتماع إلى إرسال وفود إلى سورية لمواكبة انتخابات رئاسة الجمهورية، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة تفعيل المساعي البرلمانية لحل الأزمات الإقليمية والدولية. وأكد البيان الختامي احترام سيادة سورية واستقلالها وحق الشعب السوري في تقرير مصيره عبر إجرائه انتخابات رئاسة الجمهورية، مشدداً على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لحل الأزمة الراهنة في سورية.

ورحب البيان بالإصلاحات والمصالحات الوطنية الجارية في سورية، مؤكداً دعم الدول المشاركة في الاجتماع لها.

وأدان البيان الارهاب المدعوم من الدول الأجنبية والإقليمية، منبهاً إلى ضرورة وقف دعم الإرهاب في سورية، ومطالباً الدول المجاورة لسورية بضبط حدودها ووقف تمويل الإرهابيين وتدفق السلاح والمجموعات الإرهابية عبر هذه الحدود.

وكان الاجتماع الثاني لرؤساء لجان الأمن والسياسة الخارجية لبرلمانات الدول الصديقة لسورية بدأ أعماله في طهران يوم الأحد الماضي بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية، برئاسة الدكتورة فادية ديب رئيسة لجنة الشؤون العربية والخارجية في مجلس الشعب ووفود من 30 دولة تشترك مع إيران في السياسة الداعية إلى وقف العنف في سورية وإرساء الأمن والاستقرار فيها بهدف المساعدة على حل الأزمة سياسياً.

العدد 1105 - 01/5/2024