الشاعر اللبناني جوزف حرب… وداعاً

توفي جوزف حرب رفيق صوت فيروز، بعد صراع مع المرض وهو في السبعينيات من عمره، تاركاً شعوباً (طلعلها البكي) و(إسوارة عروس) ما زالت تحفر عميقاً في صخرة جبل عامل وبيوت شعر غادرها في (ليل وشتي) وأودعها قصائد أحبها الناس (تنسيوا النوم).

ابن جنوب لبنان وضع بتصرف فيروز أشعاراً (مشغولة بالدهب)، كتب عن الحب وراء الأبواب وعن الزعل الذي طال، وعن بيروت مقرئها السلام من قلبه (سلام لبيروت).

غنت له فيروز العديد من القصائد منها (لبيروت) و(حبيتك تنسيت النوم) و(لما عالباب) و(ورقو الأصفر) و(أسامينا) و(إسوارة العروس) و(زعلي طول) و(بليل وشتي) و(خليك بالبيت) و(رح نبقى سوا) و(فيكن تنسو) و(البواب) و(يا قونة شعبية).

ولحن له الموسيقار المصري الراحل رياض السنباطي (بيني وبينك) و(أصابعي)، وإلى الآن لم تصدر الأغنيتان بصوت فيروز.

منذ الستينيات وهو يُغْني المكتبة اللبنانية بمؤلفاته وأعماله النثرية والفكرية والشعرية. وفي عام 1960 أصدر كتابه الأول (عذارى الهياكل).

ومن أبرز دواوينه بالفصحى (شجرة الأكاسيا) و(مملكة الخبز والورد) و(السيدة البيضاء في شهوتها الكحلية). كما ترك دواوين بالعامية منها (مقص الحبر) و(سنونو تحت شمسية بنفسج).

شغل حرب رئاسة اتحاد الكتاب اللبنانيين من عام 1998 حتى عام 2002 ونال العديد من جوائز التكريم، منها جائزة الإبداع الأدبي من مؤسسة الفكر العربي، والجائزة الأولى للأدب اللبناني من مجلس العمل اللبناني في دولة الإمارات العربية.

لحن وغنى له المطرب والمؤلف الموسيقي اللبناني مارسيل خليفة (غني قليلاً يا عصافير) ونشيد (الخبز والورد).

وقال خليفة عنه: (دائماً كان عندي حنين لشعر جوزف حرب، وكل موسيقاي وألحاني كانت تتوق ببحر شعره الفسيح… يحس الواحد فجأة أنه رحل الصديق أو رحل الشاعر. حصيلة هذه العلاقة مع جوزف حرب كانت أغنيتين أحبهما كثيراً).

ويقول مطلع أغنية (غنّي قليلاً يا عصافير):

غنّي قليلاً يا عصافير فإني

كلما فكرت في أمري بكيت

 ليس لي جار أناديه لكي

نسهر في الليل ولا أهل وبيت…

 إنني علقت روحي نجمة

 في ليل شعبي ومضيت.

أما في نشيد (الخبز والورد) فيقول مطلع القصيدة: (لديك ما يكفيك من خبز ولكن.. ليس ما يكفي جميع الناس. والأرض ملأى بالسنابل.. انهض وناضل انهض وناضل… انهض ولا تبقي سجوناً.. انهض ولا تبقي سلاسل.. كن مشعلاً بين المشاعل).

 

العدد 1105 - 01/5/2024