الذكرى السنوية الـ20 لرحيل الرئيس كيم إيل سونغ

كان الرئيس كيم إيل سونغ (1912-1994) باني كوريا الاشتراكية ومؤسس الجيش الشعبي الكوري، استراتيجياً عسكرياً عظيماً وقائداً لامعاً في فترة احتلال الإمبرياليين اليابانيين العسكري لكوريا (1905-1945). قاد الرئيس كيم إيل سونغ النضال المسلح المناهض لليابان طوال خمسة عشر عاماً وحرر البلاد من سيطرتهم.

قهر الرئيس كيم إيل سونغ في الحرب الكورية (حزيران 1950-تموز 1953) الإمبريالية الأمريكية التي كانت تتبجح بأنها (الأقوى) في العالم. كانت الحرب الكورية أقسى حرب بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت صراعاً سياسياً وفكرياً بين الاشتراكية والرأسمالية، وفي الوقت ذاته كانت اختباراً لفن قيادة قادة عسكريين.

حين سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى (حصار) الجيش الشعبي الكوري و(إبادته)، بزج قوات 15 بلداً يدور في فلكها، أمر الرئيس بالتراجع الاستراتيجي المؤقت، بحيث استطاع معالجة الوضع الخطير في حينه، كما أنه حول مجرى الحرب لصالح جيشه، بتشديد معارك ضرب العدو من وراء خطوطه، والبدء بالهجوم المعاكس الجديد.

وكذلك سحق هجوم الأعداء وقام بإبادة قواتهم وإضعافها باستمرار، بممارسة مختلف الأساليب الحربية المتنوعة، وبضمنها حرب الأنفاق التي تتلاءم مع الظروف الطبوغرافية في كوريا التي تكثر فيها الجبال، وحركات القناصة، وزمر قنص الطائرات والدبابات، ونشاطات زمر الاقتحام. أسقط أفراد الجيش الشعبي الكوري أكثر من 1200 طائرة معادية في عام 1952 وحده، بنشاطات زمر قنص الطائرات. بما أن الرئيس كان يمسك دائماً بزمام المبادرة ويستخدم الأساليب العسكرية الفريدة المتغيرة سريعاً والمرنة، ويخوض العمليات الجريئة والذكية، اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية أن تركع على ركبتيها أمام الشعب الكوري، رغم أنها كانت تملك قوات ضخمة وعدداً هائلاً من الأعتدة الحربية.

القائد اللامع فولاذي الإرادة

بعد انتهاء الحرب أيضاً، اضطرت كوريا إلى مواصلة خوض حرب المواجهة الحادة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، إذ إن أمريكا ركزت رأس رمح عدوانها على آسيا، وجلبت إلى كوريا الجنوبية قواتها العدوانية الضخمة وأسلحة الدمار الشامل، مثل الأسلحة النووية، ولم تنفك عن الاستطلاعات والاستفزازات العسكرية والمناورات الحربية ضد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.

لمواجهة هذا الوضع المتفاقم يوماً بعد يوم، بسبب مؤامرات الإمبرياليين الأمريكيين لإشعال نيران حرب جديدة، طرح الرئيس كيم إيل سونغ الخط الخاص بتطوير البناء الاقتصادي والبناء الدفاعي بشكل متواز في مطلع الستينيات من القرن الماضي، وعزز القدرة الدفاعية للبلاد بكل السبل المتاحة، كما أنه طرح الخط العسكري للدفاع الذاتي، ألا وهو تحويل الجيش كله إلى جيش الكوادر، وتحديث الجيش كله، وتسليح الشعب كله، وتحصين البلاد كلها، حتى عزز الجيش الشعبي الكوري وطوره إلى قوات مسلحة يعادل كل فرد منها مئة من الأعداء، ووطد البلاد كلها كحصن منيع.

حقاً كان الرئيس كيم إيل سونغ بطلاً أسطورياً، نابغة عسكرياً، وقائداً لامعاً فولاذي الإرادة، أبدع الأفكار العسكرية البارزة والخطط الاستراتيجية والتكتيكية الفريدة، واكتسب التجارب المتنوعة في غمار النضال الطويل والشاق من أجل تحرير كوريا والدفاع عن سيادة البلاد، وحقق المآثر العسكرية الفريدة في تاريخ العالم.

في نسيان عام 1992 مُنح الرئيس كيم إيل سونغ لقب المارشال الأعلى لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.

كوريا.. ومواصلة قضية الاشتراكية

يقف اليوم القائدالأعلى كيم جونغ وون في طليعة إنجاز قضية الاشتراكية التي يقوم بها الشعب الكوري.

ويمكن القول إن أكبر رسالة له هي دعم أفكار الرئيس كيم إيل سونغ والقائد كيم جونغ إيل وقضيتهما العظيمة.

وقد أعلن أنه لن يتنازل عن هذا السبيل خطوة واحدة إلى الوراء، ولن يحيد عنه قيد أنملة..

سيواصل الشعب الكوري ويكمل قضية الاشتراكية حتى النهاية، جيلاً بعد جيل، تحت قيادة القائد الأعلى كيم جونغ وون.

العدد 1105 - 01/5/2024