الشيوعي التشيكي.. مساهمات ومواقف

كان للحزب الشيوعي التشيكي والمورافي مواقف مبدئية منذ بدايات ما يسمى (الربيع العربي) والحراك المتنوع في الدول العربية، وكان له وجهة نظر من منطلق ماركسي لينيني أن الثورة يجب أن تقوم على أسس صحيحة وبرنامج سياسي، إضافة إلى وجود حزب سياسي أو تكتل وطني لأحزاب وطنية تقدمية يقود هذه الثورة.

واتضحت مسارات هذا الربيع بعدما كشرت الإمبريالية الأمريكية والغربية عن مشاريعها التدميرية في المنطقة، بالتدخل السافر لحلف الناتو في ليبيا خادعاً المجتمع الدولي تحت غطاء حظر جوي تارة، وممرات آمنة تارة أخرى، وحماية المدنيين وما إلى ذلك من أكاذيب روّجت لها المحطات والفضائيات كالجزيرة والعربية. وكان أول حزب في أوربا قد رفع الصوت عالياً وفي البرلمان الأوربي مستنكراً الهجمة الإمبريالية على الشعب الليبي، وفاضحاً أهدافها التدميرية. أما بالنسبة للأزمة السورية، فكان أيضاً أول المستنكرين للعنف والقتل والدمار، ومن الداعين إلى نبذ العنف والجلوس إلى طاولة الحوار، وأنه لا بديل إلا الحل السياسي لجميع الأطراف المتنازعة. وبعدما تطورت الأحداث ودخول المجموعات الإرهابية من الخارج بدعم لوجيستي ومالي وعسكري من السعودية وقطر وتركيا وتوجيه أوربي أمريكي، كانت صرخته المدوية داخل أروقة البرلمان التشيكي والبرلمان الأوربي، مستنكراً مواقف الدول الأوربية الداعمة للإرهاب والقتل والعنف والدمار. وكان من الأحزاب الأولى في أوربا الذي استنكر فرض العقوبات الاقتصادية على سورية، لأنها تمس في الجوهر مصالح الطبقات الشعبية الفقيرة. وله مواقف مشرّفة في كل المحافل المحلية والدولية لدعم مواقف الحكومة السورية في نضالها ضد الإرهاب والفتنة الطائفية.

كذلك علينا أن نشير إلى الدور المتعاظم للحزب الشيوعي التشيكي ونوابه، وبالأخص رئيس الحزب، الذي يشغل منصب نائب رئيس البرلمان، داخل البرلمان التشيكي، وكذلك نوابه المنتخبون داخل البرلمان الأوربي، في دعم قضايا التحرر الوطني، والمساعي الدؤوبة لتكتل قوى اليسار الأوربي مع الأحزاب الشيوعية الأوربية بكل فصائلها وتنظيماتها للنهوض بأوربا نهوضاً ديمقراطياً وسليماً، لدعم نضال الشعوب العادل في سبيل الحرية والديمقراطية وبناء المجتمع الديمقراطي، والقضاء على الفساد والرشوة وخصخصة القطاع العام خصخصة رخيصة فاسدة، وتحفيز عملية النهوض بالاقتصاد الوطني، للتخفيف من نسب البطالة والتضخم الاقتصادي والمالي والقضاء عليها.

أما على نطاق الحركة الشيوعية العالمية، فقد لعب هذا الحزب ويلعب دوراً بارزاً ومهماً من أجل وحدة الحركة الشيوعية واليسار وتضامنها في أوربا، وكذلك تمتين أواصر الصداقة والتعاون وتبادل وجهات النظر مع الأحزاب الشيوعية العالمية. وكان قد طرح في مؤتمر الأحزاب الشيوعية العالمية الأخير مشروعاً كاملاً تحت اسم (الاشتراكية في القرن الحادي والعشرين)، وتبنته الحركة الشيوعية العالمية وثيقة رسمية من وثائق المؤتمر، كذلك كان له دور بنّاء وطليعي في المؤتمر الأخير الذي عقد في قبرص مابين 21 و23 حزيران للتهيئة والتحضير لمؤتمر الأحزاب الشيوعية العالمية الذي سيعقد في تشرين الثاني من هذا العام في البرتغال، ويسعى إلى تقريب وجهات النظر بين فصائل الحركة الشيوعية في أوربا وتعزيز دور أحزابها وتمتين علاقاتها، ورص صفوف اليسار الأوربي، للوقوف ضد الهجمة الإمبريالية، وسياسة القطب الواحد، والحركات والأحزاب النازية واليمينية المتطرفة، التي تحاول تشويه نضال الأحزاب الشيوعية وتاريخها، والتضييق عليها في أوربا والعالم.

العدد 1105 - 01/5/2024