الصيام… وحرق الدهون

بعد ساعات قليلة من الصيام، يدخل الجسم في ما يعرف علميّاً باسم (الدورة الثانية) Second wind  ويعتمد على دورات تشبه تلك التي تحدث لممارسي الركض الطويل، بمعنى الرفع الوئيد لمستوى حرق الطاقة مع التركيز على تفكيك الدهون للحصول على السعرات الحرارية الكامنة فيها. وإذا لم يخمد الجسم (وهو ما يفعله كثيرون من دون تبصّر كبير)، تستمر (الدورة الثانية) في عملية حرق السعرات الآتية من (الداخل) (أي من دهون الجسم)، لأنها تحتاج إلى فترة للانتقال إلى عملية الحرق العادية للسعرات الآتية من خارج الجسم، أي من الأكل.

يجدر التفكير مليّاً في تلك الأمور. يعني ذلك أن من المهم أن يكون الإفطار الرمضاني مغذياً وخفيفاً، ثم ترك فسحة من الوقت للجسم كي يترك نظام (الدورة الثانية) وينتقل إلى الطريقة العادية في الحصول على السعرات الحرارية وحرقها.

واستطراداً، يجدر التذكير دوماً بأن الأكل ليلاً يتضمن أن يعطى الجسم غذاءً أثناء فترة يكون فيها ميّالاً لتخزين الطاقة على هيئة دهون وأنسجة مضافة. لا بد من الاعتدال أولاً، وكذلك تقليل المأكولات التي تحتوي كميات ضخمة من الطاقة، خصوصاً الحلويات بأنواعها كافة.

ماذا عن السحور؟

 الأرجح أن دراسات قليلة تناولت تلك الوجبة الاستثنائية، لكن هناك بعض المعطيات المثيرة. فعند حلول السحور، خصوصاً في هزيعه الأخير الذي يسبق الفجر، يكون الجسم قد بدأ فعليّاً في الانتقال من دورة الليل إلى دورة النهار.

إذا لم يتحوّل نهار رمضان إلى خمول، وهو ما يقع فيه كثيرون أيضاً، يكون أكل السحور زاداً يستطيع أن يمد الجسم بما يتطلبه النشاط نهاراً. وعندما ينتهي ذلك الإمداد، يبدأ الجسم التعب. ولكن، يجب عدم مطاوعته في ذلك. إذا استمر النشاط الجسدي والعقلي، ينتقل الجسم إلى (الدورة الثانية)، ويدخل مرحلة نشاط تشبه ممارسة الرياضة.

العدد 1105 - 01/5/2024