برسم مكافحة الفساد… الزوجة معاونة للمدير في القنيطرة!

سابقة مَرَضية خطيرة، حدثت في غفلة من الزمن، وفي ظل غياب المتابعة من المعنيين في محافظة القنيطرة، وعدم الاكتراث بالتوصيف الوظيفي والإداري. فقد تمكن أحدهم من تعيين زوجته (الثانية)  معاونة له، ليضمن حسن سير العمل، وانتظام الدوام، ويقر بالاً، ويطمئن، ويتفرغ للإدارة والإبداع.

وغني عن القول إن زوجة المدير إذا كانت موظفة عادية في المديرية، فإنها تحظى بالرعاية والاهتمام، ويسعى المتملقون لكسب ودها، والتقرب منها، طمعاً في الحصول على ميزات وتسهيلات من زوجها المدير، كالتكليف بالعمل الإضافي أو فرز سيارة أو التعيين بلجنة الشراء ومنح أذونات السفر والمهمات والأعطيات من هنا وهناك، تعود بالكسب والنفع، والتكسب غير المشروع، فكيف  إذا صارت معاونة للمدير؟

ما نخشاه أن تنتشر هذه الظاهرة السرطانية في شركات محافظة القنيطرة ومؤسساتها ومديرياتها، فيسعى كل مدير لتعيين زوجته معاونة له، وابنة أخته محاسبة للإدارة، وابن أخيه رئيساً للجنة الشراء، وابن عمته رئيساً للمرآب، وابن خالته مراقباً للدوام. فيمسك بتلابيب المديرية من الباب إلى المحراب، ويأكل الأخضر واليابس، ويُنفذ مشاريع على الورق، ويقوم بالصيانة والترميم خلف الأفق.. وعندئذ لا مدعاة للدوام والمتابعة، لأن كل العاملين، كما يقول المثل الجولاني (عمك.. خالك)! أما أمام الناس والمسؤولين فيدّعي زوراً وبهتاناً: التفوق في العمل وزيادة الإنتاج!

العدد 1105 - 01/5/2024