محنة المواطن فضحت تقصير المسؤولين!

كشفت المحنة التي تعصف بالوطن عن تقصير فظيع غير مبرر من المعنيين وأصحاب القرار في محافظة القنيطرة، واتضح أن جهودهم الجبارة كانت منصبّة على تحقيق المصالح الخاصة، والمكاسب الذاتية، مع أنهم يجلدون مسامع المواطنين في اللقاءات والاجتماعات والمنتديات والمؤتمرات، بالتفاني في العمل والسعي للارتقاء بواقع المحافظة إدارياً وخدمياً وتنموياً.

لكن الحقيقة أثبتت أنهم بعيدون عن كل ذلك، وعورات الواقع ومثالبه، تؤكد إهمالهم الكبير، وأنهم كانوا يتشدقون بخدمة المواطنين فقط. فلا يوجد فرع للمصرف التجاري في المحافظة، كما أنها تفتقر إلى فروع للغاز والمحروقات والمخابز الآلية، ولا يوجد فيها أيضاً فرع للمصرف الصناعي أو مكتب للحبوب أو مستودعات للدقيق أو الغاز المنزلي. كما أن المحافظة بحاجة ماسة إلى فرع لنقابة الصيادلة، وللجمعيات الحرفية، وفرع للخزن والحفظ والتسويق.

هذا غيض من فيض احتياجات محافظة القنيطرة الإدارية والهيكلية التي لابد منها.. فلو كان هناك فرع للمصرف التجاري السوري في القنيطرة يُعنى بتوفير السيولة المالية المطلوبة للرواتب والأجور، لما تأخرت رواتب بعض المعلمين خمسة عشرة يوماً! ولو كان ثمة فرع للشركة العامة للمحروقات (سادكوب) لاتخذ الإجراءات الكفيلة بتواتر وصول المحروقات للمحافظة.

وأجد نفسي مدفوعاً في هذا المجال لشكر مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة القنيطرة السيد محمد عويد المحمد، الذي سعى واجتهد ونجح في إحداث محطة وقود تابعة ل(سادكوب)، وكان لها دور كبير في توفير مادتَيْ المازوت والبنزين للمواطنين.

ولو كان هناك فرع للغاز لما بقيت المحافظة أربعين يوماً دون أن تصلها أسطوانة غاز واحدة، ولما استمرت المعاناة حتى كتابة هذه الكلمات!

وهذا ينطبق على فرع المخابز، وفرع المصارف، ونقابة الصيادلة وغير ذلك في توفير الحاجات الأساسية للمواطنين.

ولا أدري ماذا كانت تفعل القيادات الحزبية والإدارية التي توالت على محافظة القنيطرة.. بيد أنني أعذرهم! ففي غمرة البحث عن المغانم والمنافع، غفل بعضهم عن احتياجات المحافظة، وتناسوا مطالب المواطنين، مكتفين بالتنظير والادعاء والتفاخر. لكن يجب ألا ينجوا من المحاسبة والمساءلة، لأن كثيراً منهم مازال مستمراً في تحقيق مصالحه، ويدّعي محاربة الفساد بسيف من ورق، وبعضهم أثرى من تداعيات الأزمة التي تغشى الوطن، مستغلاً مطالب المواطنين الأساسية.. لذلك كله، أتفهم معاني تنهيدة محافظ القنيطرة الدكتور مالك محمد علي في كثير من الاجتماعات واللقاءات عندما يقول: المحزن أن محافظة القنيطرة مازالت تفتقر لكثير من البنى الإدارية التي تقدم خدمات هامة للمواطنين.

وأسمح لنفسي أن أزيد وأقول: فأين كان المعنيون؟ وماذا كانوا يفعلون؟!

العدد 1107 - 22/5/2024