العالم يحتفي بأنغام الكمان

يبقى الكمان على الدوام الرقم الصعب في أي معادلة موسيقية، غربية كانت أو شرقية. هذه الآلة التي يُحتفل بها عالمياً اليوم، لم تخسر شيئاً من بريقها على مرّ القرون، وقصّتها طويلة بدأت في كريمونا الإيطالية، وهي معقل صناعة الآلات الموسيقية، حيث كانت أسرة آماتيو من أهم الأسر التي اشتهرت بصناعة هذه الآلات خصوصاً في القرن السابع عشر. لكن تبقى أسرة ستراديفاري الأشهر حتى الآن، فبفضلها بلغت صناعة الكمان أوجها أوائل القرن الثامن عشر، ولم يستطع صانعو هذه الآلات حتى الآن بلوغ ما بلغته هذه الأسرة من جودة في تصنيع الكمان، خصوصاً في ما يتعلق بالطلاء الذي يغطي الآلة ولم يتمكن أحد حتى الآن من معرفة تركيبته.

وفي ما يتعلّق بمدارس الكمان، كان الإيطالي دومينيكو جيمينياني أول من وضع كتاباً لتعليم العزف على الكمان.

وأضاف بياترو لوكاتيللي، وهو إيطالي أيضاً، تجديداً جذرياً في تقنية العزف مستحدثاً طريقة للعزف باليد اليسرى من خلال تنقل أصابعها على كل المقامات. وفي نهاية القرن التاسع عشر، أُسست المدرسة الروسية التي ما لبثت أن وصلت إلى مستوى المدارس الأوربية.

وقد لاقت آلة الكمان رواجاً كبيراً لدى كل الشعوب، لا سيما بعدما منحها الموسيقار الإيطالي كلاوديو مونتفردي السيادة على آلات الأوركسترا في حفلات الأوبرا، وأصبحت الفرق الموسيقية تعتمد عليها حتى بات عدد آلات الكمان و(أخواتها) في الفرق السمفونية يبلغ نصف المجموع الكلي للآلات. وللكمان حكايته عبر التاريخ في المؤلفات الخالدة، ومنها ليوهان سيباستيان باخ ولودفيغ فان بيتهوفن وفولفغانغ موتسارت ونيكولو باغانيني.

ولم تقتصر نغمات الكمان على الموسيقى الغربية، بل أصبحت من الآلات التي تحتاج إليها الفرق الشرقية لإكمال جملها الموسيقية وإضفاء الرقي عليها. وقد أدخل العازف السوري أنطوان الشوّا والد سامي الشوّا المعروف ب (سلطان الكمان)، الآلة إلى الموسيقى العربية أواخر القرن التاسع عشر، فبدأت هذه الآلة الوترية بالازدهار، وبرز عازفون كبار، منهم المصريان أحمد الحفناوي وأنور منسي وجمال بشير والفلسطينيان عبود عبدالعال وجهاد عقل.

العدد 1107 - 22/5/2024