محصول القطن في سورية

يعد محصول القطن في سورية من المحاصيل الاستراتيجية، وهو المحصول الزراعي الوحيد الذي يؤمن القطع الأجنبي للبلاد بعد البترول، وهو المورد الأساسي لمعيشة نسبة كبيرة من أبناء الريف السوري، ومناطق زراعته الأساسية هي: محافظات الحسكة والرقة ودير الزور وحلب.

ونظراً للأزمة التي تعيشها سورية، فإن محصول القطن لهذا الموسم لم يُزرع، وتراجعت مساحته كثيراً مقارنة بالمساحة المقررة، وذلك بسبب عدم توفر مستلزمات الزراعة، وهي:

– البذار، إذ لا يوجد في السوق سوى البذار التركي وبأصناف عديدة.

– القروض لزراعة المحصول لم تمنح.

– الأسمدة، إن وجدت في السوق السوداء، فأسعارها مرتفعة.

– المحروقات اللازمة لإعداد الأرض للزراعة.

– مياه الري الحكومية غير متوفرة بسبب انقطاع التيار الكهربائي في معظم مناطق زراعة القطن.

في كل عام وفي مثل هذا الوقت (أواخر نيسان) تكون زراعة القطن في سورية قد بلغت 80% من المساحة المقررة.. والآن يقوم بعض المزارعين والفلاحين بزراعة مساحات قليلة من القطن بالاعتماد على الذات، فالبذار التركي والأسمدة المتوفرة غالية الثمن، والمحروقات مهربة، وتوفر بعض مصادر الري الخاصة (محركات).. وسئل هؤلاء المزارعون: ماذا ستفعلون بالإنتاج؟ فأجابوا: سنبيعه للتجار وتركيا، إذا لم تستلمه الدولة! إن ما تعرضت له الزراعة السورية في ظل هذه الأزمة التي تعصف بالبلاد، لم يتعرض له أي قطاع آخر، نظراً لأهمية الزراعة في تأمين الغذاء. إن القمح المزروع في المناطق الشرقية وحلب والمعتمد على الري الحكومي، لم يُروَ سوى رية واحدة، وبالتالي سيكون الإنتاج ضعيفاً جداً، ولا يمكن اعتباره إنتاجاً، فالسنابل بدأت تجف وهي في الطور اللبني.. على الحكومة أن تقوم بكل الإجراءات الممكنة لإنقاذ القطاع الزراعي الذي يعد سنداً لاستمرارية الحياة في هذا الوطن.

العدد 1105 - 01/5/2024