مفتي حلب د.العكام: من يحملون السلاح ويقتلون المدنيين والعسكريين لا علاقة لهم بالإسلام

ضمن خطة اللجنة المنطقية لمنظمة الحزب الشيوعي السوري الموحد في حلب بإجراء لقاءات مع قوى وشخصيات وطنية في المدينة، قام وفد منها بزيارة لسماحة الشيخ الدكتور محمود عكام مفتي حلب، وفي جو من الصراحة والودّ جرى تبادل الآراء حول ما يجري في الوطن.

وفي سياق الحديث بيّن فضيلته أن الإسلام السياسي كما يطرحه التكفيريون قد أساء للإسلام، وشوهه، وحرّفه عن أهدافه في نشر الفصيلة والمبادئ الأخلاقية السامية، وإن أسس الإسلام الحقيقية تحض على قبول الآخر وعلى العدالة والمساواة بين البشر، ولا تفرق بين دين ودين أو عرق وآخر، وأكد فضيلته على قدسية الإنسان في الإسلام، وإن هؤلاء الذين يحملون السلاح ويقتلون المدنيين والعسكريين بحجة إقامة دولة إسلامية هم بعيدون كل البعد عن الإسلام، بل حتى لا يمكن اعتبارهم مسلمين ! وأن مقولة (الإسلام دين ودولة) التي كان أول من طرحها هم الإخوان المسلمون، القصد منها هو تغطية أهدافهم السياسية بغطاء ديني، ولا صلة لها بالإسلام، وبين أن مهمة الإسلام هو الإرشاد وتسديد البوصلة بالاتجاه الذي يفيد الإنسان والمجتمع، وليس حشر الإسلام في دهاليز السياسة الضيقة.

وأشار فضيلته أن الجماعات التكفيرية تستهدف جميع أطياف الشعب السوري من مسيحيين ومسلمين معتدلين وسواهم، والدليل هو اغتيالهم للعالم الشهيد الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، وأكد فضيلته أن مواجهة هذا الفكر التكفيري يبدأ من تصحيح مناهج التربية الدينية والخطاب الديني بشكل عام، ولا ينتهي عند تقصير الإعلام عن طرح الأسئلة الجوهرية المناسبة والإجابة عليها بمنتهى الشفافية والصراحة والصدق من قبل القوى والشخصيات السياسية والاجتماعية الوطنية من كل أطياف الشعب السوري. وقد استعرض الوفد خلال اللقاء الخطوط العريضة لسياسة الحزب ووجهات نظره تجاه قضايا الوطن الرئيسة في هذه المرحلة الصعبة، وأكد لفضيلته تقدير الحزب الشيوعي السوري الموحد للدور الوطني الذي تقوم به الشخصيات الدينية المستنيرة في مواجهة هذا الفكر التكفيري المتطرف.

العدد 1107 - 22/5/2024