لينين… والأول من أيار

أثناء الاستعداد للاحتفال بعيد العمال العالمي، كتب لينين في عام 1904 قائلاً: (في هذه المناسبة، يقوم العمال بالتوقف عن عملهم، ويقومون في جميع أنحاء العالم بالمسيرات المنددة بالأوضاع المعيشية، ومطالبين بحقوقهم، وعادة يكون على رأس هذه المسيرات، ومنظمها هم الشيوعيون، لأنهم المدافعون الأوائل عن الطبقة العمالية، ولكن أصبحت هذه المناسبة يوم عطلة للبعض، وللبعض الآخر فرصة للنزول إلى الشوارع للمطالبة بالحقوق العمالية، وتحسين الظروف المعيشية، ولكن الكثير من هؤلاء لا يدركون لماذا يتمُّ الاحتفال في الأول من أيار بعيد العمال العالمي ولا في غيره، فما هي قصة عيد العمال، ولمَ كان الأول من أيار..؟

هذه الفكرة ولدت أولاً في استراليا، إذ قرر العمال هناك سنة 1856 تنظيم يوم كامل للتوقف عن العمل، مصحوب باجتماعات وتسليات تأييداً ليوم عمل ذي ثماني ساعات… والحق يُقال، ماذا يمكن أن يمنح العمال شجاعة أكثر، وإيماناً بقوتهم، غير توقفٍ تام عن العمل، قرروه بأنفسهم..؟ وماذا يشجع الأرقاء المؤبدين للمعامل والمشاغل غير تعبئة قواتهم الخاصة..؟ هكذا جرى التقبّل السريع للاحتفال البروليتاري…

…وحين يُطل فجر أيامٍ أفضل، حين تبلغ الطبقة العاملة العالمية غاياتها، فآنذاك أيضاً، قد يجري الاحتفال بالأول من أيار، على شرف النضال المرير، وعذابات الماضي الكثيرة..

أيها الرفاق العمال ! هاهو ذا أول أيار، يوم احتفال عمال البلدان كافة باستيقاظهم إلى حياة واعية، وباتحادهم في النضال ضد كل عنف وكل اضطهاد للإنسان من قبل الإنسان، النضال الذي سيحرر ملايين الشغالين من الجوع والبؤس والإذلال).

بعد كل ما قاله لينين، هل نجد أن الطبقة العاملة قد تغيّر وضعها ما بين زمن كتابة تلك الكلمات، وما بين تاريخنا المعاصر..؟  لا أعتقد.

العدد 1105 - 01/5/2024