90 عاماً من العطاء والتضحية

صادف هذا العام الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي السوري اللبناني. نعم تسعون سنة من النضال والعطاء والتضحية، تسعون سنة من التفاني والعذاب والسجن والتشريد والاعتقال، نعم بكل فخر واعتزاز نتجمع في هذا العام وفي هذه الفترة بالذات لنحيي ذكرى عزيزة وغالية على الشيوعيين السوريين واللبنانيين والعرب وكل التقدميين واليساريين والماركسيين والأحرار والشرفاء في سورية والدول العربية والعالم، ذكرى 90 عاماً على تأسيس الحزب الشيوعي السوري.

نقف اليوم بكل إجلال واحترام لذكرى الرفاق الشيوعيين الشهداء الذين سقطوا خلال هذه المسيرة الطويلة منذ النضال لأجل الاستقلال ضد المستعمر الفرنسي، حتى سمي حزب الجلاء، إلى المساهمة الفعالة من قبل الشيوعيين السوريين واللبنانيين وبقية الفصائل اليسارية والتقدمية والوطنية في حرب فلسطين عام 1948 إلى النضال ضد الديكتاتوريات التي تعاقبت على سورية، ويجب أن لاننسى لهجوم الشهير ضد مكتب الحزب في دمشق في الأربعينيات، الذي شنه الإخوان المسلمون، وسقط خلاله عدد من القتلى والجرحى دفاعاً عن الحزب وأهداف الحزب، إلى الحملة الشعواء ضد الحزب أيام الوحدة عام 1958 عندما رفض الحزب قرار حل الأحزاب، وكان من المؤيدين للوحدة بين مصر وسورية ولكن ضمن شروط اعتبرت فيما بعد شروطاً ثابتة وسميت بالبنود الـ ،13 يتخذ فيها لطرح مشروع أي وحدة أو اتحاد بين الدول العربية. والموقف المشهور للأمين العام للحزب حينذاك، عندما طلب منه حل الحزب، فكان الرد المبدئي: (لايوجد أي شخص أو هيئة لها صلاحية حل الحزب) مما أثار الحقد والضغينة لدى أجهزة المخابرات آنذاك، وشنت حملة شعواء على قواعد الحزب وقياداته وامتلأت السجون بالشيوعيين، خلال ثلاثة أعوام سقط عدد من شهداء الحزب تحت التعذيب، وفي طليعتهم الرفيق فرج الله الحلو الذي ذوّب بالأسيد على يد مخابرات عبد الحميد السراج وعصابته، إلى الرفيق سعيد الدروبي الذي استشهد تحت التعذيب وإلى العديد من الرفاق الذين قدموا أرواحهم فداء للحزب والوطن.

 وتابع الحزب مسيرة النضال والدفاع عن مصالح العمال والفلاحين والطبقات الشعبية في سورية، والحفاظ على وجه الحزب المستقل، حتى بعد اشتراكه في الحكومة مع بقية الأحزاب الوطنية والتقدمية في سورية. ولايزال يتابع مسيرة النضال حسب مبادئ الحزب الماركسية اللينينية وبرنامجه السياسي والاقتصادي والثقافي الذي تقره وتطوره مؤتمرات الحزب المتعاقبة.

 إلا أن هذه الذكرى المجيدة اليوم تمر علينا وبلدنا العزيز سورية يتعرض لأكبر وأشرس هجمة إرهابية تقسيمية، ومحاولات أمريكا والغرب والدول الخليجية والناتو لضرب وحدة سورية والنيل من استقلالها وموقفها المقاوم والممانع وعدم الرضوخ للمشاريع الأمريكية الغربية والصهيونية في المنطقة. وعلى مدى أربعة أعوام تقارع سورية وجيشها الوطني بدعم الشعب السوري العظيم بكل فئاته السياسية، وأحزابه الوطنية، وكل طوائفه الدينية وهيئاته المدنية والعلمانية وكل التيارات الشريفة والمخلصة لوطنها وشعبها، أكبر وأشرس معركة ضد الإرهاب والحفاظ على وحدة التراب السوري، ومن أجل سورية المستقبل الديمقراطية.. العلمانية.

هنيئاً لكل الشيوعيين السوريين والعرب والتقدميين والوطنيين وكل الشرفاء والأحرار بالذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي السوري.

العدد 1107 - 22/5/2024