عمر حجو.. قامة فنية من وجدان الفن السوري ترحل

غيّب الموت الفنان السوري عمر حجو بدمشق، إثر نوبة قلبية، بتاريخ 5 آذار 2015عن عمر يناهز 84 عاماً.  .

 والفنان عمر حجو  من مواليد 31 آذار 1931 في حلب، ومن مؤسسي نقابة الفنانين السوريين والحركة الفنية السورية، ابتداء من مسرح حلب، ومسرح الشعب، إلى تأسيس نقابة الفنانين والمسرح الإيمائي بسورية ومسرح الشوك مع دريد لحام.

شغل حجو منصب أمين سر ورئيس مكتب الاستثمار في نقابة الفنانين لسنوات طويلة، وكان فناناً مسرحياً له قيمة فنية كبيرة، إذ قدم العديد من المسرحيات الهامة مثل (الاستعمار في العصفورية) و(مبدأ إيزنهاور)، وكان أول من أدخل مسرح البانتوميم (التمثيل الإيحائي) للوطن العربي.

عاش سنوات الطفولة الأولى في حلب وكانت سنوات مسكونة بهاجس الترحال بحثاً عن الرزق، ولم تعرف عائلته الحلبية الفقيرة طعم الاستقرار.

أرادت له والدته الأمية أن يحقق حلمها ويعوّضها عما فقدته، وأن يحصّل شهادات عليا، فمنع سوء الحال المادي أحلام الأم من أن تتحول واقعاً. توقف تعليمه عند المرحلة الإعدادية وعلّق لاحقاً شهادته الابتدائية على حائط بيته ساخراً من الظروف التي منعته من إكمال التعليم.

 لاحقاً، أدى الغليان السياسي ومرحلة التقلبات الحرجة التي عاشتها سورية والمنطقة العربية دوراً كبيراً في صقل شخصيته، وتكوين وعيه وفكره على نحو عميق.

ومما يجدر ذكره أن الفنان عمر حجو بدأ العمل المسرحي بفرقة هواة أسسها بإشراف الحزب الشيوعي السوري ،كما رشحه الحزب ممثلاً له في نقابة الفنانين التي كان عضواً مؤسساً فيها.

بعد تأسيس (مسرح الشوك) والصراع المرير مع الرقابة، أسهمت النكسة في رفع سقف الجرأة لدى صناع الفن، وساعد تعاون دريد لحام مع حجو على تقديم أعمال مهمة. شاهدنا حجو في الثلاثية الشهيرة (ضيعة تشرين)، و(غربة)، و(كاسك يا وطن).

مؤخراً انكفأ حجو نحو التلفزيون، الذي قدم فيه عشرات الأدوار المهمة مثل (خان الحرير)، و(الثريا)، و(سيرة آل الجلالي) لهيثم حقي، و((مبروك) لهشام شربتجي، و(أحقاد خفية) لمروان بركات، و(قلبي معكم) لسامر البرقاوي، و(بقعة ضوء) و(أهل الغرام) و(الانتظار) و(أرواح عارية) و(سنعود بعد قليل) لابنه الليث حجو.

رحل حجو قبل أن يقدّر له تحقيق حلمه الكبير بتأسيس مهرجان مسرحي للشباب في مدينة حلب، على أن يتولى الإشراف عليه بنفسه. كان يأمل أن يعيد الشباب تقديم مسرحيات مثل (غربة) و(المهرج)، وتوجيه تحية إلى الراحل محمد الماغوط، وضخّ دماء فنية في حلب بمواجهة الدمار، والحرب التي تنهش خاصرتها. حتى اللحظة الأخيرة، كان قلب عمر حجو ينبض بالأحلام وعقله يطمح إلى مشاريع جديدة.

 84 عاماً حيّرت النقاد وأبناء جيله، في تصنيف موهبته، إن كانت هواية بسبب شغفها الذي لا ينضب أم محترفة للحد الأقصى بذريعة الإتقان والتميز.

قيادة الحزب الشيوعي السوري الموحد وأسرة (النور) تتقدمان من عائلة الفنان حجو وذويه وأصدقائه ومحبيه بأحر التعازي القلبية.

العدد 1104 - 24/4/2024