الفوضى في الدريكيش… إلى متى؟!

إذا كانت الأوضاع التي تمر بها سورية قد فرضت نوعاً من العبث والفوضى لدى ضعاف النفوس، فإننا نعتقد بأن على الجهات الحكومية المعنية كبح هذه الفوضى والقضاء على العبث الموجود دون رحمة كي لا ينحرف المواطن السليم والشريف.

مرائب مهملة

يقع مرآب (كراج) الدريكيش في الجهة الجنوبية الغربية من المنطقة، ويتسّع لعدد غير قليل من المركبات، سواء تلك التي تنطلق إلى ريف الدريكيش الشرقي (ناحية دوير رسلان والقرى التابعة لها والقرى التابعة لبلدية المعمورة)، أو تلك التي تنطلق من ريف الدريكيش الشمالي (ناحية جنينة رسلان والقرى التابعة لها، إضافة إلى فجليت والقرى التابعة لها أيضاً). الغريب في هذا الكراج هو عدم وجود أي مظلة فيه تقي المواطن حرارة الصيف أو مطر الشتاء، بل هناك (برندا) يتكوّم تحتها عدد كبير من المسافرين على نحو لا يليق بالمواطنين! الأمر الآخر الأكثر غرابة وخطورة، والذي يدعو إلى وضع علامات استفهام وتعجب بالجملة، هو عدم وجود مرافق عامة ودورات مياه، اللهم باستثناء تلك الموجودة في الجهة الشرقية من الاستراحة المغلقة والمهجورة منذ زمن، والتي يحتاج الداخل إليها إلى جهاز تعقيم بعد الخروج منها، وطبعاً مع ملاحظة عدم وجود صنابير مياه في تلك الفتحات القذرة.

وما يدعو إلى الاستغراب أيضاً هو وجود سيارات القمامة التابعة للبلدية (تركتورات ومقطورات القمامة) في الجهة الجنوبية من الكراج، وهذه المقطورات هي السبب في وجود روائح كريهة جداً، إضافة إلى الانتشار الكبير للذباب والبعوض، في ضوء غياب الرش، الذي تقوم به البلدية عامة.

سرافيس.. وسرافيس

ومادمنا نتحدث عن المرأب في الدريكيش، فإنني أرى من الواجب لفت الانتباه إلى وجود مرائب وهمية مخالفة.. فمثلاً يعمد (سرافيس) الدريكيش طرطوس إلى التوقف على الشارع العام بالقرب من تعاونية الدريكيش، مما يسبب إرباكاً واختناقات مرورية.. فإذا كانت المسافة لا تتعدى 150 متراً بين المرأب الرسمي والوهمي، فلماذا لا يجبر أصحاب (السرافيس) العاملة على خط طرطوس الدريكيش على الوقوف في المرأب؟! ومادام الحديث عن سرافيس خط طرطوس الدريكيش، فإن من الواجب أن أنقل بكل أمانة وصدق ما يحدث على هذا الخط.. ففي ذروة الازدحام الصباحي وفي ظل تأخر السرافيس بالعودة من طرطوس، يعمد مراقب الخط إلى جلب سرافيس لا تعمل على خط طرطوس دريكيش مقابل دفع المواطن إيجاراً 100 ليرة، علماً أن تعرفة طرطوس الدريكيش هي بحدود 45 ليرة!

المواطن محمد علي، موظف في طرطوس، أعرب عن سخطه واستغرابه لما يجري وقال: لم نعد نحتمل.. أنا لست مجبراً على دفع مرتبي الشهري أجرة للسرافيس.. أين الجهات المعنية؟ ولماذا يرضى الشرطي المناوب في هذا المكان بما يقوم به مراقب الخط؟!

سرافيس المدينة

السرافيس العاملة على خط السوق المشفى ليست أفضل حالاً من غيرها، فهذه السرافيس تتكوّم على الطريق العام مقابل التعاونية المذكورة سابقاً من الجهة الأخرى، وأحياناً يجد المواطن نفسه مضطراً لحمل أغراضه إلى الكراج، لأن صاحب السرفيس لا يكلف نفسه عناء النزول إلى المرأب! طبعاً هذا الكلام ينطبق على الفترة التي يعمل فيها هؤلاء على خط السوق المشفى.. أمّا بُعيد الثالثة فهذه السرافيس تتدافع  لحجز أماكنها على الطريق العام، لتقوم بتطبيق الركاب إلى جرد الدريكيش (دوير رسلان وريفها والقرى التابعة لبلدية المعمورة بأسعار مضاعفة لأجرة الخط).. أما المواطن الذي يقصد السوق أو المشفى بعيد الثالثة فعليه أن يدفع 65 ليرة سورية أجرة تكسي، لأن هذه السرافيس كما ذكرت لا تقوم بتلبية المواطن والعمل على الخط المحدد لها، وهو السوق المشفى. وهناك أمر آخر يجب التنبيه إليه وهو توقف هذه السرافيس في السوق العام بالقرب من  (الميسي) في مكان مزدحم، مما يربك حركة الآليات في ذلك المكان، علماً أن هذه السرافيس تتوقف أيضاً في ساحة الشيخ منصور على نحو يعيق الحركة أيضاً!

مرائب خارج المرائب

في ساحة الجامع يوجد مكتب لنقليات القدموس، إضافة إلى وجود سرافيس (كفر شاغر وعين الجاش ودوير العوينية وبيت يوسف). والسؤال الذي نطرحه هنا: لماذا لا تلتزم هذه السرافيس بالتوقف في المرأب الموحّد؟!. ولماذا لا يُنقل مكتب القدموس إلى هناك أيضاً؟ علماً أن دخول (باص) القدموس وخروجه من الدريكيش وإليها يحدث إرباكاً وازدحاماً نكون في غنى عنه لو تم ذلك.

إشغال الأرصفة

وغير بعيد عن الدريكيش وعن الفوضى في العديد من مفاصلها، فإننا لا نجد مسوغاً لتجاهل الإشغالات الكثيرة للأرصفة من جانب أصحاب المحلات، سواء تلك التي تبيع المفرق أم محلات الجملة، لدرجة أن المواطن يجد نفسه أحياناً مضطراً للسير في منتصف الشارع معرّضاً نفسه للخطر، ومعيقاً حركة السيارات، لأن جزءاً كبيراً من الرصيف تتكوّم عليه العلب والخضار والفاكهة والدراجات النارية وأشياء أخرى أحياناً. وهناك من يعمد إلى وضع علب فارغة على الرصيف وأمام المحل في إشارة إلى منع وقوف السيارات.

وفي ساحة الشيخ منصور يتزاحم باعة الخضار والفواكه منذ الصباح حتى الثالثة بعد الظهر تقريباً على نحو عشوائي، دون أي رادع لحرمة الطريق أو الرصيف. إضافة إلى عدم الالتزام بالأسعار التي يفرضها التموين الغائب تماماً عن كبح المخالفات في الدريكيش. ولهذا الموضوع سنفرد تحقيقاً خاصاً يتضمن تباين الأسعار بين محل وآخر، وعدم الالتزام بالتسعيرة، ودور التموين الغائب أو المغيب ورأي عدد من المواطنين بذلك.

جدار استنادي ومخالفة صريحة

قرب مفرق القصيبية من جهة الدريكيش أعطيت رخصة لإقامة بناء طابقي على أحد العقارات، وبعد أن جُهّز البناء والشقق، ارتأت بلدية الدريكيش أن تقوم بإنشاء جدار استنادي بارتفاع نحو 4 أمتار بين الطريق الموجود أساساً قبل إقامة البناء وبين البناء، مما شكل سدّاً أمام شقق الطابق الأرضي.. قسم من أصحاب هذه الشقق يتحدث عن ظلم وفساد في القضية، ويتساءل عن السبب الذي دعا البلدية للموافقة على منح رخصة البناء قبل إقامة الجدار الاستنادي. ويضيف آخرون بأنه كان يفترض أن يقوم المتعهد بإنشاء الجدار الاستنادي بدلاً من البلدية، وبالطبع فإن إقامة هذا الجدار سيكلف الدولة مبالغ طائلة كان على المتعهد أن يدفعها إضافة إلى الإزعاجات والإرباكات والغبار وأصوات الجرف وعمليات الصب وما ينتج عنها من مضايقات.

أخيراً

إذا كان بعض المعنيين يسدّ أذنيه عن سماع النقد والملاحظات التي تتعلق بنهجه في العمل وطريقة معالجته للأخطاء، فإننا نقول له بالفم الملآن: إذا لم تكن قادراً على السير إلى الأمام في المهمة الوظيفية التي هي أمانة في عنقك، فعليك الاعتذار والاستقالة، وكن على ثقة تامة بأن هناك العديد من المخلصين لهذا الوطن قادرون على السير إلى الأمام، حيث عجزت أنت عن التقدم.. وحيث توقفت..!

العدد 1107 - 22/5/2024