كي لا ننسى: الرفيق محمد الحبال (1923-1998)

في مساء الجمعة 2 تشرين الأول 1998 توقف قلب الرفيق محمد الحبال (أبو زياد) عن الخفقان، إثر نوبة قلبية، وودعت مدينة حماة واحداً من المناضلين الوطنيين الكبار، الابن البار للحزب الشيوعي السوري في موكب مهيب، وكان في مقدمة المشيعين الرفيق يوسف الفيصل، الأمين العام للحزب، والرفيق دانيال نعمة عضو المكتب السياسي، عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية.

ولد الرفيق الفقيد في حي الحوارنة الشعبي في مدينة حماة عام ،1923 شارك في انتفاضة حماة ضد الاستعمار الفرنسي، وكان أول خفير على باب ثكنة خان العسكر، يقف تحت العلم الوطني في حماة بعد طرد الفرنسيين منه. وكان من بين المتطوعين في صفوف جيش الإنقاذ الذي ذهب إلى فلسطين، وقد قاتل في شمال فلسطين وفي الجليل وصفد وعكا، وقد كُرّم الفقيد رسمياً في شهر نيسان من عام 1998 بصفته أحد المجاهدين القدماء.

انتسب إلى الحزب الشيوعي السوري عام 1948 ونفذ مهمات عديدة واعتقل أكثر من مرة. شارك عام 1956 مع القوى الوطنية (التجمع القومي) في إطار المقاومة الشعبية. تدرج في المسؤوليات الحزبية وأصبح سكرتيراً للجنة المنطقية في حماة. مثّل الحزب في فرع الجبهة الوطنية التقدمية في حماة وكان مؤمناً إيماناً عميقاً وحقيقياً بالعمل الجبهوي. وكان يبدي ملاحظات على الأمور التي يراها سلبية بلغة سياسية ورفاقية، وخاصة في الفترة الحرجة من 1979 حتى عام 1982. انتخب عضواً في اللجنة المركزية في المؤتمر الثالث للحزب عام 1969 وأعيد انتخابه في هذا الموقع حتى أواخر عام 1991. ترك موقعه سكرتيراً للجنة المنطقية وبقي رفيقاً شيوعياً في صفوف المنظمة ينفذ ما يوكل إليه من مهام حتى نهاية حياته. وضع الرفيق الفقيد أبو زياد بيته تحت تصرف الحزب طيلة عشرات السنين دون مقابل. مثل الحزب مرتين عضوً في مجلس الشعب في الدور التأسيسي، ثم في الدور الرابع، وفي كل الأزمات والانقسامات التي عصفت بالحزب، لم يتخذ موقفاً من شخص، بل من الفكر والسياسة والممارسة، وعمل دائماً بجد ونشاط من أجل وحدة الشيوعيين السوريين.

العدد 1107 - 22/5/2024