مطالب أهالي قرية طليلين… تحت مجهر الجهات المعنية

لم تكن مطالب أهالي قرية طليلين الواقعة في الجهة الشرقية من السويداء والتي ترتفع عن سطح البحر أكثر من 1500 متر، ذات الحجارة الصخرية والطبيعة الجبلية، بعيدة منال لو قيض لإرادة التنفيذ أن تنفذ.

وقد قمنا بزيارة القرية والتقينا بعض المزارعين فيها، فأكدوا لنا مجموعة مطالب، في مقدمتها شق الطرق الزراعية، إذ يوجد طريق شق منذ عقد من الزمن ولم يعبد، وهو طريق (عيون المحاصيل) الرابط بين قريتي طليلين وشعف، علماً بأن الخطة تتضمن تنفيذ 100 كيلو متر لم ينفذ منها النصف، كذلك طريق يربط بساتين قرية عرمان بالقرية، وهو طريق (تل الأحمر) وهو غير معبد.

أما عن استصلاح الأراضي، ولأن أرضنا تمتاز بزراعة التفاح والعنب والمحاصيل، فإن التطوير جاء إلى القرية منذ عام 1996 ولم يكمل. وهناك أراض تحت الكشف، علماً بأننا دفعنا السلف المالية المترتبة علينا إلى المصرف الزراعي، ولكن التطوير لم ينفذ، كي نقوم باستثمار الأراضي. ويحتاج أكثر من 10 كيلو متر إلى استصلاح، وهي ضرورية لتنمية الاقتصاد المحلي الزراعي، إذ هناك 200 دونم عملوا على فلاحتها ولم يقشوها، وبالتالي خربوا الأرض ولم يستكملوا العمل وهذا لصالح من؟

إن إنتاج المحاصيل هي فقط للاكتفاء الذاتي من القمح والشعير والعدس والحمص، ويصل تكلفة الدونم الواحد إلى 2300 ل س بمردود أقل من الكلفة.. وهناك الأدوية التي ارتفع سعر الليتر منها إلى 3500 ل س للمبيدات الحشرية بعد أن كانت 700 ل.س. وأسعار صيدلية اتحاد الفلاحين هي أسعار السوق، وبالتالي نطالب بتحديد هذه الأسعار، وأجور نقل الإنتاج جعله أصحاب الآليات الزراعية مضاعفاً، ونطالب أن يقوم اتحاد الفلاحين بعملية النقل.

نقلنا تلك المطالب إلى اتحاد الفلاحين فبين الأستاذ عبد الكريم زريق، عضو المكتب التنفيذي رئيس مكتب الشؤون الزراعية والثروة الحيوانية في الاتحاد، أن الصيدلية هي ضمن المشاريع الاستثمارية للاتحاد، والهدف منها حماية المزارع من السوق السوداء وجشع التجار. إلا أننا نتعامل مع شركات إنتاج أساسية ونحن والتاجر نستجر الأدوية من المصدر نفسه، وقد حددنا نسبة الأرباح ما بين 10 -12%، لكن الملاحظة الأهم أننا نقدم للمزارع الأدوية بالدين وبسعر النقدي دون ترتيب أرباح إضافية أو فوائد.

وحول المحروقات أشار راكان الصحناوي، نائب رئيس اتحاد الفلاحين، أن كمية المحروقات تصل إلى الجمعية الفلاحية في طليلين عن طريق رابطة صلخد، وتُسلّم إلى مجلس إدارة الجمعية، وحالياً اتخذ قرار يمنع إعطاء أصحاب الآليات الزراعية مادة المازوت، بل توزع على أصحاب الأراضي الزراعية حسب المساحة المراد زراعتها، وضمن الخطة الزراعية التي تنظمها الوحدات الإرشادية.   

وعن مشكلة المياه في سد جبل العرب مفادها أن الينابيع (العرضة والعورة والجراح) التي ترفد السد منذ عام 1962 كانت تسقي قرى (عرمان، وتل اللوز، وطليلين)، حتى عام ،1985 ثم بدأت المشاريع تستولي عليها، وكل مستثمر في أرضه ينبوع أصبح ملكاً له، وهم حالياً يشربون مياهاً ملوثة. والمطلوب صيانة خطوط المياه الواصلة إلى القرية، وخاصة نبع غجغجيات وترميمها، مع استبدال شبكة الكهرباء بشبكة أرضية بدل الهوائية، لأن طبيعة بلادنا جبلية وذات رياح قوية.   

نقلنا تلك الشكاوى إلى المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في السويداء، فبين المهندس بسام أبو علوان، المدير العام، أن ينابيع الغجغجيات مستثمرة حالياً لتخديم قريتي طليلين وتل اللوز بمياه الشرب، وهي ينابيع موسمية تكون غزارتها مقبولة في فصل الشتاء لمدة 4 -5 أشهر، وتفي باحتياجات تلك القرى في هذه الفترة فقط. أما في فصل الصيف وبقية فصول السنة فتنخفض غزارتها إلى 1- 5,1 متر مكعب بالساعة لكل نبع، فندعم تلك القرى بمياه الشرب من محطة تصفية سد جبل العرب. وقد قامت المؤسسة منذ نحو 7 سنوات باستبدال خط الجر القديم الذي يربط تلك الينابيع مع القرى المذكورة وقامت بترميم هذه الينابيع وصيانتها وإعادة تأهيلها. وبالنسبة إلى ينابيع الجراح والعريضة فهي غير مستثمرة منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي قبل إحداث المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي، بسبب أعمال استصلاح وتعزيل الأراضي في المنطقة التي يمر بها خط الجر، وزراعتها بالأشجار المثمرة. ويلزم لاستثمار هذه الينابيع شق طرق تخديمية ضمن الأراضي الزراعية المغروسة بالأشجار المثمرة وتنفيذ خطوط جر جديدة بطول لا يقل عن 3 كلم، على أن تكون مناسيب الطرق التي يجري شقها تحقق المناسيب المطلوبة لتأمين جريان المياه بالإسالة الطبيعية. وتابع المهندس بسام أبو علوان، أن الشكاوى المتعلقة بتلوث مياه محطة تصفية سد جبل العرب، فإننا نبين أن تلك المياه هي ضمن المواصفات القياسية السورية لمياه الشرب، وتخضع لعملية مراقبة على مدار الساعة، وتجري عليها اختبارات يومية.

(النور) ترى أن المسألة ليست نقل مسؤولية تأمين مياه الشرب إلى مؤسسة المياه أو مؤسسة الموارد المائية، بل المهم تأمين مياه الشرب بشكل صحي لأهالي قرية طليلين والقرى المجاورة لها، الذين يشربون من ينابيع واحدة. وكي لا يضيع حق ومطالب أهالي القرية طليلين، قمنا بتقديم الشكاوى للجهات المعنية، وعلى تلك الجهات اتخاذ التدابير اللازمة لتخفيف الأعباء وفق رؤية تنموية بغيتها تحقيق التنمية وتسهيل الإجراءات الإدارية لتحقيق هذه المطالب.

العدد 1105 - 01/5/2024