المصالحة تتقدم.. السوريون يستعدون لاستعادة تماسكهم

لعل وقف نزيف الدماء هو المهمة الأكثر إلحاحاً، اليوم قبل الغد، أمام السوريين جميعاً، وهو الأساس لتهدئة النفوس، ودفع الحوار السوري السوري قدماً إلى الأمام، وانطلاق عملية سياسية ترسم مستقبل سورية وشعبها.

ولعل عمليات المصالحة التي جرت في معضمية الشام وبيت سحم وببيلا وبرزة وغيرها، تأتي في هذا السياق، ولذا يبدو ضرورياً اليوم الاستمرار في عمليات المصالحة هذه التي جرت، والإسراع في المصالحات التي يجري التحضير لها في أكثر من بلدة ومنطقة.. وتقتضي هذه المصالحات وتؤكد ضرورة أن توفر الحكومة شروطاً أفضل، وأن تقدّم (مغريات) ملموسة تسهم في تفكيك ما يطلق عليه أحياناً (بيئة حاضنة) لأشكال من التطرف أو التعصب، وتقنع الذين لا تزال أصابعهم على الزناد، بضرورة العودة إلى حضن الوطن.

إن على جميع السوريين أن يتذكروا أن دم السوريين أغلى، وينبغي أن يبقى الأغلى، وأن من حق السوريين وواجبهم أن يعيشوا بعد كل هذا النزيف، عيشة إنسانية لائقة. إن تسهيل عودة المهجرين في الداخل والخارج إلى بيوتهم وأرزاقهم، ولمّ شمل الأسر، وتأمين الخدمات الضرورية لهم بالسرعة القصوى، كفيل بدفع كثيرين إلى إعادة بناء ما دُمّر، على المستويين الفردي والوطني، وخصوصاً إذا ما ترافق ذلك مع إبداء مرونة قصوى في التعامل مع الحالات المتباينة، فذلك يشجع على استعادة الألفة والمحبة والود التي ميزت السوريين.

هذه المصالحات قد تشكل، إذا استمرت وتوسعت وترسخت، باباً كبيراً للخروج من الأزمة، وتدفع بالحوار الوطني قدماً نحو بناء سورية تعددية ديمقراطية يعيش أبناؤها فيها بكرامة وأمان.

العدد 1107 - 22/5/2024