عدوان سافر على سورية

تعرضت الأراضي السورية الحدودية مع تركيا، من ناحية كسب، لعدوان غادر وسافر بمشاركة سلاح الجيش التركي الذي مهّد للمجموعات الإرهابية الموجودة على الأراضي التركية، بالبدء بعملية الهجوم واقتحام السياج الحدودي بتغطية من سلاح المدفعية التركي، للنيل من الناس المدنيين الأبرياء الذين يقطنون البلدات الحدودية المحاذية لمدينة كسب السورية.

وحسب وكالات الأنباء أن الجيش التركي قد أسقط طائرة لسلاح الجو السوري، وتمكّن طيارها من النجاة وهبط بمظلته ضمن الأراضي السورية وهو على قيد الحياة.

وإذا تساءلنا عن الأسباب اللوجستية لأردوغان للقيام بهذا الهجوم الإرهابي على سورية وشعبها.. يكون الجواب حاضراً، فذلك نتيجة الأزمة الخانقة، والظروف الداخلية المتوترة داخل تركيا، وفشل أردوغان في معالجة الأزمات الداخلية التي تعصف بنظامه يوماً بعد يوماً، ومنها فضائح الفساد المتفشية التي تطول المقربين منه ومن عائلته، والتي دفعت به إلى التدخل العلني المسلح والسافر في الشؤون الداخلية السورية، بعد أن فشل هو والحلف السعودي القطري المدعوم من الغرب وأمريكا في الهجوم والتآمر على سورية وأرضها ووحدتها والنيل من استقلالها،  بعد أن عبثوا فيها دماراً وقتلاً وسرقة، ودمروا البنية التحتية الاقتصادية للشعب السوري، وسرقوا معاملها ودمروا مستشفياتها ومدارسها ومنشآتها الاقتصادية والحيوية.

ومن جديد عاد أردوغان المنادي بالحرية والديمقراطية والحنون على الشعب السوري إلى استفزاز سورية بشن عدوان غاشم عليها، إلا أن قوات الجيش العربي السوري الباسل تصدت للعدوان وفرضت سيطرتها وشرعيتها على أرضها وحدودها.

يهدف أردوغان من هذا العدوان بالدرجة الأولى إلى استعمال الورقة الأخيرة بيده ضد سورية، بعد فشل كل الأوراق والمحاولات، والزج بضباطه وجنوده في التآمر ومساعدة الإرهابيين والتكفيريين، حسب المخطط التركي السعودي. ورداً على انتصارات الجيش السوري وتحرير بلدات القلمون ومدنه بالكامل وقلعة الحصن ووادي النضارة، وانهزام الإرهابيين وسحق العديد منهم. وذلك لتحريك الملف السوري وإعطاء جرعة دعم أخيرة للإرهابيين. والشق الثاني وهو الأهم لأردوغان هو تغطية فشله في الداخل، وتعتيم مبرمج عن فصول الفساد والسرقة والنهب لأملاك الشعب التركي واقتصاده، حتى وصلت به الوقاحة إلى حجب اليوتيوب عن الشعب التركي؟

لا، يا أردوغان! هذه قمة الكذب والنفاق الذي مارسته أنت وحلفاؤك طوال 3 سنوات وأنتم تتباكون على الحرية والديمقراطية المزيفة للشعب السوري! وأي ديمقراطية ستأتي منكم؟!

عن أي ديمقراطية كاذبة تتكلم وأنت مقابل فضائح لك بالفساد لم تتحملها، ونتيجتها حجبت اليوتيوب على شعبك، وقمت بشن عدوان سافر على الشعب السوري، للتعتيم على مشاكلك وأزماتك الداخلية؟!

إن الشعب السوري لن ينسى هذا العدوان الغاشم، إضافة إلى تآمرك وتدخلك في الشأن السوري الداخلي، من جعل الأراضي التركية معبراً للإرهابيين، بعد أن أقمت معسكرات التدريب لهم، وتزويدهم بالسلاح وفتحت الحدود للإرهابيين والتكفيريين، وساهمت بقتل الشعب السوري وتدميره، وسرقت منشآته الاقتصادية ومعامله.

سيأتي اليوم الذي سيحاسبك شعبك عن انخراطك في المؤامرة الدولية ضد سورية وشعبها، ولاننسى الأيام التي كانت البضائع التركية فيها تغزو الأسواق السورية وتنافس منتوجاتنا الوطنية.

لا،يا أردوغان! ستدفع الثمن، وسيحاسبك شعبك لأن الصورة انفضحت حتى لمؤيديك، وبدأت أوراقك تتساقط الواحدة تلو الأخرى. وستبقى صداقة الشعب التركي وتضامنه مع الشعب السوري عنوان الصدارة في العلاقات الدولية، والمسيرات والمظاهرات التضامنية اليومية مع الشعب السوري والحفاظ على كيان الأراضي السورية ووحدتها واستقلالها.. العنوان الصحيح والأساس لهذه العلاقة الحميمة التي ستبقى على أسس الاحترام المتبادل واحترام حق الشعوب، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

العدد 1107 - 22/5/2024