كي لا ننسى: الرفيقة جميلة حيدر (أم عمر) (1933-2009)

توفيت في دمشق بتاريخ 22 آب 2009 الرفيقة المناضلة جميلة سعيد حيدر (أم عمر)، زوجة المرحوم المهندس محمد رشاد القوتلي.

ولدت الرفيقة جميلة في بلدة قطنا- ريف دمشق عام 1933 وتلقت دراستها الابتدائية في مدارس قطنا. ثم انتقلت إلى مدرسة التجهيز الأولى للبنات في دمشق. نالت أهلية التعليم فالتحقت بسلك التدريس لسنوات طويلة معلمة ومديرة في مدارس سورية (في القنيطرة وريف دمشق ودمشق). التحقت بكلية الحقوق في جامعة دمشق، ولكنها لم تتمكن من إكمال دراستها بسبب ظروف العائلة والعمل.

تزوجت جميلة من المناضل الشيوعي المهندس محمد رشاد قوتلي.

انتسبت إلى الحزب الشيوعي السوري في الخمسينيات، وربطت حياتها كلها به وساهمت في كل النشاطات التي قام بها الحزب في المجالين السري والعلني، ثم انتسبت إلى رابطة النساء السوريات وساهمت في كل نشاطاتها دفاعاً عن حقوق المرأة.

ومع أحداث عام 1956 تاريخ الاعتداء الثلاثي على مصر، ثم الوحدة السورية المصرية عام ،1958 وما رافقها من تشعبات أصابت الوطنيين، أبعدتها وزوجها عن الوطن.. فسافرت وزوجها إلى صوفيا وعملا في الإذاعة البلغارية- القسم العربي- سنوات (1958- 1962). وبعد عودتهما اعتقل رشاد وأدخل سجن المزة لأكثر من سنة، كما تعرضت أم عمر للملاحقة والسجن.

كانت جميلة الشاهدة على لحظة تاريخية في ذاكرة الشيوعيين منذ ساهمت عام 1957 في مهرجان موسكو للشباب والطلاب، وفيما بعد في العديد من المؤتمرات العربية والعالمية.

انتخبت أم عمر في مجلس محافظة مدينة دمشق أربع دورات (16 عاماً)، ساهمت خلالها في رفع المطالب الحيوية للجماهير الشعبية، معبرة عن محيطها الإنساني والاجتماعي والسياسي.

أبّنها الرفيق إبراهيم طعمة، أمين اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري الموحد في دمشق، بكلمة قال فيها:

عملت رفيقتنا أم عمر وناضلت ضمن صفوف الحزب والرابطة، لتصبح النساء قوة منتجة فعالة مؤثرة في حياة البلاد وفي تطور المجتمع وتنميته وتوزيع الثروة فيه، للوصول إلى مجتمع العدالة والمساواة.. فكانت معلمة ومربية أجيال، ومعلمة لمحو أمية مئات النساء الفقيرات والريفيات، ومدافعة صلبة عن حقوق النساء، ربات منزل، عاملات، فلاحات، مثقفات، للوصول إلى مجتمع لا يستغل فيه الناس رجالاً أو نساء بعضهم بعضاً.

العدد 1105 - 01/5/2024