خمسة أشهر.. مرضى السرطان بالسويداء لم يحصلوا على جرعاتهم!

راجع مكتب جريدة (النور) في السويداء عدد من مرضى السرطان، مطالبين بتوفير الأدوية والجرعات الدوائية لهم، علماَ بأن عدد مرضى السرطان في المحافظة يقارب 1200 مريض.

اتصلنا بجمعية أصدقاء مرضى السرطان في السويداء، فأكدت أنها قامت بالعديد من المراسلات عبر المحافظة ومخاطبة السيد وزير الصحة بكتابها رقم ،3368 الذي تضمن طلب تحويل أدوية مرضى السرطان في السويداء من مشفى البيروني إلى المشفى الوطني بالسويداء، وقد طلب من المديرية الاستمرار بمتابعة علاج مرضى السرطان المسجلين في البيروني، والهلال الأحمر، في المشافي نفسها، ريثما يتم بدء العلاج لدى مشفى السويداء. وريثما يتم العلاج واستجرار أدوية السرطان لعام 2013. في حين أكد كتاب السيد محافظ السويداء المسطر بتاريخ 7/1/2013 أن مرضى الأورام في السويداء يعانون صعوبة الوصول إلى (البيروني)، بسبب الظروف الأمنية طالباً مخاطبة وزير التعليم العالي للعمل على نقل جرعات هؤلاء المرضى إلى مديرية صحة السويداء وذلك تحت إشراف الطبيب الاختصاصي الموجود والكادر التمريضي المؤهل والمختص لذلك.

جاء الرد للجمعية من قبل وزارة التعليم العالي بكتابها رقم 4541 تاريخ 22/10/2013 المتضمن عدم موافقة مشفى البيروني على تحويل هذه الأدوية تحت مسوغات عدة، أولها عدم وجود كادر طبي اختصاصي بعلاج الأورام في السويداء إضافة إلى تعدد أنواع أمراض السرطان والدواء والبروتوكول العلاجي بكل نوع من أنواع السرطان، عدا تبدل الخطة العلاجية للمريض نفسه باستمرار حسب الاستجابة والحالة السريرية للمريض، والأهم من ذلك هو ضرورة معاينة المريض وتقييم حالته الصحية قبل إعطائه أي جرعة دوائية، ولاسيما أنها أدوية عالية الخطورة، وكثيرة المضاعفات، وباهظة الثمن.

وأوضح الدكتور عدنان مقلد، أمين سر جمعية أصدقاء مرض السرطان بالسويداء، أنه، بناء على طلب وزارة الصحة، افتُتحت شعبة أمراض الدم والأورام في مشفى السويداء الوطني في عام ،2009 وطُعّمت بكادر طبي وتمريضي قادر على إعطاء الجرعات للمرضى.. وجرى تأمين وسيلة نقل للمرضى خلال الفترة الزمنية السابقة إلى مشفى البيروني، ولكن للظروف الأمنية وتعرض البولمان المخصص للهجوم أكثر من مرة بقذائف ورصاصات من قبل المسلحين، أوقفت رحلاته، الأمر الذي دفع بالجمعية خلال هذه الفترة من الأزمة إلى حملة جمع التبرعات على مستوى المحافظة، وشراء الجرعات الكيميائية بناءً على الوصفات الطبية المقدمة من الأطباء الاختصاصيين، وقد بلغت قيمة المساعدات أكثر من 9 ملايين ليرة سورية، علماً أن تلك الكميات لا تفي بحاجة كامل أعداد المرضى، والكلفة التقديرية لعلاج المرضى وفق الإحصائيات الأولية تقارب 50 مليون ليرة سورية سنوياً.

(النور) هنا تتساءل: لماذا تصرّ وزارة التعليم العالي ومن خلفها مشفى البيروني على عدم تحويل الدواء لمرضى السرطان في السويداء، وهم يعلمون مسبقاً أنهم غير قادرين على الوصول إلى مشفى البيروني؟

أم أن وزارتي التعليم العالي والصحة غير معنيتين بآلام مرضى السويداء، لأن عدم الموافقة على تحويل هذه الأدوية رغم وجود الطاقم الطبي والتمريضي المناسب، سوف يزيد من معاناتهم وهم الذين لم يتلقوا أي جرعة دوائية منذ أكثر من خمسة أشهر لعدم توافرها في المحافظة، وارتفاع سعر ثمن الجرعة الواحدة إن وجدت بكلفة تزيد على 45 ألف ليرة سورية.. فهل من حل لهذه الأزمة؟

العدد 1105 - 01/5/2024