سليم خير بك عضو وفد المعارضة لـ«النور«: لإنجاح حوار موسكو لابد من اللجوء إلى كل الفرص المتاحة لعقد الندوات بدءاً من الحلقات الضيقة وانتهاءً بوسائل الإعلام

التقت (النور)، على هامش منتدى موسكو لاستئناف مسيرة الحل السياسي للأزمة السورية، السيد سليم خير بك، عضو وفد المعارضة، وكان الحوار التالي:

* لقد شاركتم في وفد المعارضة إلى منتدى موسكو الذي عُقد بين 26-29 كانون الثاني لمتابعة السعي لحل الأزمة السورية، سياسياً، بمبادرة من وزارة خارجية الاتحاد الروسي. كيف تقوّمون نتائج المنتدى؟

** عُقد اللقاء في ظروف صعبة (على الصُعُد الدولية والإقليمية والداخلية) غير مواتية لإنجاح حل للأزمة السورية في الوقت الراهن. لذا كان جرأة كبيرة من الديبلوماسية الروسية أن تدعو إلى لقاء ساحة موسكو، بالرغم مما ذكرت وخاصة بعد فشل مؤتمر جنيف، ولعدم الوقوع بالفشل نفسه تمايز الروس في نقطتين اثنتين:

الأولى، حرصوا على دعوة أكثر من طرف في المعارضة محاولين تغطية طيف واسع منها، وهكذا حتى الدعوات الشخصية جاءت لتغطي ضمناً الأحزاب والتكتلات.

الثانية، لم يضعوا جدولاً للقاء الذي تُرك مفتوحاً لتخرج عنه توافقات يمكن أن تشكل أساساً لمسودة مشروع يمكن العمل عليه مع الأطراف المعنية لتقديم مبادرة تفضي إلى حل الأزمة السورية.

كما أرادوا كسر الجمود بجمع المعارضة للحوار فيما بينها أولاً، ومن ثم بينها مجتمعة وبين وفد الحكومة.

من هنا لم يكن لهذا اللقاء (الأول) في موسكو أن يُعطي أكثر مما أعطى. أعتقد أنه كسر حاجزاً، وسمح للمعارضة من جهة، وللمعارضة ووفد الحكومة من جهة أخرى أن تخوض حوارات لابد لها أن تتوسع وتنتج شيئاً ملموساً في وقت لاحق. إن الاتفاق على استمرار الحوار بحد ذاته نقطة إيجابية.

* هل أمكن للأحزاب والشخصيات السياسية والاجتماعية المختلفة المشاركة في وفد المعارضة، توحيد مواقفها خلال المفاوضات التي سبقت اللقاء مع وفد الحكومة السورية؟

** هناك بنود عديدة لا خلاف عليها أصلاً، في حين توجد قضايا أخرى خلافية ومن المبكر الحديث عن تذليلها. تحكيم المنطق والحرص على الانطلاق من المصلحة الوطنية، إضافة إلى البعد عن الذاتية، كفيل بتخطي هذه الخلافات وإيصال المعارضة إلى موقف موحد.

* ما هو تقديركم لما سمّي (مبادئ موسكو) التي أعلنها السيد فيتالي نعومكين في ختام المنتدى؟

** مبادئ موسكو أعدها المنسق الروسي وتمثل وجهة نظره، وهي لم تُطرح أصلاً للنقاش لأن طرحها كان سيثير خلافات لا حاجة لنا بها.

بالعموم، المبادئ ناقصة، لاتغطي المطلوب وتلزمها دقة الصياغة في بعض الأماكن.

* قوّم الوفد الحكومي السوري نتائج الاجتماع بأنها كانت إيجابية، هل تشتركون معه في هذا التقويم؟

** الإيجابية هي في حصول الاجتماع بحد ذاته وعدم فشله، ومن ثم الاتفاق على استئناف الاجتماعات في زمن قريب.

* ماهي مهام اللقاء الثاني المزمع عقده في موسكو، في وقتٍ قريب، لمتابعة الحوار بين الحكومة والمعارضة السوريتين؟

** أنهينا اجتماعنا الأول دون وضع جدول أعمال للاجتماع القادم، إذ أُوكل للمنسق الروسي العمل على هذا الموضوع، إضافة إلى الاتصال بالأطراف التي لم تحضر، من أجل تأمين مشاركة أكثر فعالية.

* ماهي السبل التي تتيح لقوى المجتمع السوري الفاعلة، سياسياً، المساهمة في الحوار الذي بدأتموه في موسكو، من خلال جهودها في الوطن، حتى لو لم تشارك في المنتدى، بحيث يبدي المواطنون السوريون آراءهم في الطرق السلمية للخروج من مأساة بلادهم؟

** لمساهمة قوى المجتمع في حوار موسكو، لابد لها من الاطلاع على مجرياته من خلال الإعلام ولقاء من حضره إن أمكن لتكوين صورة صحيحة عنه تسمح بإقامة ندوات لخوض نقاشات وحوارات داخلية تغني هذا الحوار وتساعد المشاركين فيه للوصول إلى نتائج أفضل، كما ستكون لها قيمة كبيرة في دعم الأفكار الجيدة المطروحة من قبل المتحاورين. لتحقيق ذلك لابد من اللجوء إلى كل الفرص المتاحة لعقد الندوات بدءاً من الحلقات الضيقة وانتهاءً بوسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وفي هذا السياق، على الحكومة أن تكون حيادية، وتسمح باستعمال وسائل إعلام الدولة كافة لهذا الغرض ودون تمييز.

العدد 1105 - 01/5/2024