ذكرى الوحدة السورية ـــ المصرية

مرت بتاريخ 22 الشهر الجاري ذكرى قيام الوحدة بين سورية ومصر، ولكن هذه الوحدة لم تدم، لأنها لم تقم على أسس صحيحة ولم تحقق طموحات الشعبين السوري والمصري، وإنما حاولت القوى المندسة والمعادية فعلاً والمتأذية من قيام الوحدة حرفها، واتخذت مسار معاداة الشعب والخروج عن طموحاته في الهدف الرئيسي من الوحدة، وهو ازدهار المصالح الاقتصادية للدولتين، وتكوين اتحاد سياسي واقتصادي يؤدي إلى جذب بقية الدول العربية للوقوف في وجه المؤامرات الدولية والصهيونية ضد الدول العربية.

إلا أن انحراف مسار الوحدة واتخاذه منهجاً معادياً للشعب السوري وأحزابه وقواه التقدمية الطليعية، أدى إلى رفض هذه الممارسات والنضال ضدها ومحاولة إعادة هدف الوحدة إلى السكة الصحيحة، لأن ضرب القوى اليسارية، وبالأخص الشيوعية، وتذويبهم بالأسيد والتعذيب حتى الموت.. لا أظن أنه هدف وطني من أهداف الوحدة. وعندما بدأت أواخر عهد الوحدة تمس مصالح البرجوازيين والإقطاعيين بدؤوا بالعمل على ضرب الوحدة وفسخها، مع العلم كانوا من أوائل المؤيدين والمهللين لهذه الوحدة. وتحقق الانفصال بعد ثلاثة أعوام، لأن الوحدة لم تقم على أسس ديمقراطية ولم تضمن حرية المواطن السوري واستقلالية رأيه وجرى تراجع عما حققه الشعب السوري من إنجازات ديمقراطية واستقلالية.. وبدلاً من أن تدعم الوحدة هذه الإنجازات وتطورها، عملت على ضربها والمس بها وانتزاعها من الشعب السوري. وكانت أول تجربة وحددته كتب لها الفشل وهي في بداياتها، ووضعت أسس وبنود لقيام وحدة حقيقية ديمقراطية تعبر عن طموحات الشعبين المصري والسوري، جرى النقاش حولها في البرلمان السوري آنذاك، طرحها الرفيق خالد بكداش ممثل الحزب الشيوعي السوري والقوى اليسارية والاشتراكية في البرلمان، وقد طُوّرت فيما بعد وسميت بالبنود الـ ،13 وتبنتها كل القوى الديمقراطية ووضعتها في الأولويات، عندما كان يطرح أي عمل أو مشروع وحدوي، حتى يتحقق على أسس صحيحة تراعى فيه مصالح الشعوب وثقافتها وأوضاعها السياسية، وتكون الحصن الداعم للقوى الديمقراطية والاشتراكية صاحبة الهدف الحقيقي من تحقيق وحدة عربية ديمقراطية علمانية لدعم الوحدة الوطنية وقواها الرئيسية الأحزاب السياسية الوطنية، والابتعاد عن الفتنة الطائفية والعمل على أساس مبدأ (الدين لله والوطن للجميع).

العدد 1105 - 01/5/2024