شؤون الطلاب.. ليست للطلاب!

 تعتبر الجامعة بالنسبة للتلاميذ أو الطلبة قبل الالتحاق بها مؤسسة للتحصيل العلمي، وكل واحد من هؤلاء يريد رسم مساره الدراسي من خلال هذه السنوات التي سيقضيها داخل الجامعة، ولكن سرعان ما تتحول هذه السنوات إلى سنوات عديدة. وذلك بسبب المشاكل التي يعانيها الطلاب داخل الجامعة.

فعندما تبدأ الامتحانات الجامعية يحمل كل طالب همّه الدراسي، لكن هذه المرة ليس بعيداً عمّا يجري حوله من أحداث مؤلمة من جهة، ومن جهة أخرى يحمل هموماً طلابية عديدة، منها ما هو متعلق بقدرته على الدراسة في ظروف صعبة، ومنها ما يشير إلى علاقة الطالب بجامعته وأساتذته.

دخلت الأحداث في سورية كل بيت، ووصل الشرخ الاجتماعي بشكل طبيعي إلى طلاب الجامعات، فأثّر في علاقة الطالب بزملائه، وفي علاقته بأساتذته أحياناً، وكل تلك العوامل أدت إلى تراجع الأداء الدراسي للطالب. فهل ما يزال الطالب يعاني بعد أكثر من خمس سنوات على الأحداث في سورية؟ وهل استطاع رغم كل ما يعانيه أن يخرج من تلك المشاكل، أم أن بعض العراقيل وقفت في وجهه؟

معظم من يعيشون في مناطق متوترة، هل تراعى ظروفهم مراعاة حقيقية؟ أم هناك تقصير حقيقي من الجامعات؟

يعيش معظم طلاب الجامعات السورية حالة مشابهة لما يعيشه المجتمع السوري من حالة انقسام اجتماعي واضح، ففي نهاية الأمر الطالب جزء من ذلك المجتمع وينتمي إليه، وقد أثرت الأحداث المؤلمة التي تمر بها سورية على العلاقات فيما بين الطلاب،  ووصلت إلى مرحلة من الخلافات والمشاحنات لم تشهدها الجامعات السورية من قبل.

من آراء الطلاب

فمنهم من يقول: انقسم الطلاب قسمين: معارضين ومؤيدين، وذلك أثر تأثيراً كبيراً في العلاقات بين الطلاب، ووصل الانقسام إلى درجة أن الطالب الذي يتوافق معك بالرأي، حتى لو كان مختلفاً معك بكل شيء، هو أقرب إليك من الطالب الذي تتفق معه بكثير من الأمور وتختلف معه في الموقف من الأحداث.

ومنهم من يقول بأنه على الصعيد الاجتماعي كان تأثير الأزمة سلبياً جداً، مما أدى إلى انتشار ظاهرات كثيرة قد تصل أحياناً إلى أن الأستاذ قد يفرق بين طلابه، وذلك تبعاً للموقف السياسي، مما كان له تأثير سلبي في نفسيات جميع الطلبة عند رؤية مثل هذه التصرفات من أستاذ جامعي، أو السماع عنها.

فمن البديهي أن تؤثر الأزمة في دراسة طلاب الجامعات تأثيراً كبيراً، وتراجع المستوى الدراسي والتحصيل العلمي للطالب من تأثير ما يحدث في محيطه الاجتماعي.

فمثلاً انخفضت نسبة الحضور انخفاضاً ملحوظاً لعدة أسباب، فهناك الكثير من الطلاب لم يستطيعوا القدوم إلى جامعاتهم بسبب سوء الأحوال الأمنية، ومنهم من امتنع عن الحضور بسبب الإحباط والحالة النفسية.

كما أن من أكثر المشاكل انتشاراً في الوقت الراهن تأخر صدور النتائج الامتحانية في أغلب الجامعات، وكذلك التصحيح غير العادل للأوراق الامتحانية، وذلك بسبب الأعداد الكبيرة للطلاب، بعد أن جرى تجميعهم في الجامعات التي تقع في المناطق الآمنة، وذلك ليس مبرراً مقنعاً، لأننا نرى سنوياً زيادة في الكوادر التدريسية في الجامعات السورية كما نلاحظ فصلياً سن الكثير من القرارات الصادرة عن وزارة التعليم، وهي في أغلب أحيانها تكون غير شاملة لجميع الطلاب ومتحيزة لعدد قليل منهم، وعند التقدم بالسؤال لأحد موظفي الوزارة أو رئاسة الجامعة أو الكلية التي تتبع لها فالجميع يهز برأسه مستغرباً السؤال، فهو حتماً لا يعرف ماذا يجيبنا.

ففي جميع دول العالم هناك مكتب يخدم شؤون الطلاب، ومكتب آخر للمساعدة النفسية للطالب، إلا في جامعاتنا السورية فمكتب شؤون الطلاب تعلق عليه ورقة كُتب عليها بالخط العريض:(ممنوع دخول الطلاب)! وإذا تجاوزت هذه العبارة ودخلت إلى المكتب ستفاجأ بكمّ (البهادل) التي ستنهال عليك والصراخ بالصوت العالي وكأنك مجرم أو لص.

العدد 1105 - 01/5/2024