أهالي الحي الغربي بالسويداء يعانون من تلوث المرامل

يبدو أن شكاوى سكان الحي الغربي من مدينة السويداء وآلامهم باتت مخدرة في مستودعات الجهات المعنية، وأصبحت أوراقهم صفراء اللون في الأدراج، إذ بعد أكثر من ثلاثة أعوام على الأضرار البيئية التي تسببها التلال الرملية المنتشرة عشوائياً على طريق السويداء- الثعلة، ورغم المراسلات البريدية أو المراجعات المكتبية، عدا الشكاوى في الوسائل الإعلامية، ظلت المعاناة قائمة وهي تناشد أصحاب القرار لإيجاد الدواء الناجع لها. ومع مطلع كل يوم جديد يزداد الواقع البيئي سوءا، لما سببته وما زالت تسببه للقاطنين هذه المرامل غير المرخصة، المفروضة، عنوة رغم أنف القوانين، لأن التلوث يتمثل بمنخفض غباري ينبعث من هذه المرامل، خاصة أوقات التفريغ والتعبئة. وحسب كتاب مديرية شؤون البيئة في المحافظة رقم 738/ ص تاريخ 24/10/2012 هذه المرامل قريبة من البيوت السكنية وبساتين الفلاحين، سُجّل بصفحاتها كثير من الأضرار البيئية طالت البشر والحجر والشجر، حتى باتت أشجار الزيتون تتهاوى يباساً أمام أعين زارعيها، علماً أن أهالي الحي قد سطروا كتاباً بتاريخ 2/10/2012 إلى محافظ السويداء شارحين فيه معاناتهم بسبب هذه التلال الرملية، وما تسببه لهم من أضرار بيئية وأخطار صحية، لكن محافظة السويداء أحالت هذه الشكوى إلى مديرية شؤون البيئة في المحافظة التي قامت بالكشف الحسي على الموقع المذكور، وأنهت جولتها بتسطير كتاب إلى محافظة السويداء برقم 738/ص 24/10/2012 متضمناً العديد من المقترحات، أولها إبلاغ أصحاب تلك المرامل المنتشرة على جانبي الطريق العام من الشرق حتى مفرق حقل الرمي غرباً، عن طريق قيادة الشرطة بضرورة التوقف عن العمل، إضافة إلى إزالة كل الإحضارات الموجودة، بغية رفع الضرر الذي تسببه للمناطق السكنية والأراضي الزراعية، وتعهّدهم بذلك تحت طائلة المسؤولية المالية والقانونية في حال عدم التنفيذ.. لكن هذه المقترحات لم تدخل حيز التنفيذ حتى هذا التاريخ.

و(النور) هنا تسأل: مادامت هذه المرامل تعمل بطرق غير نظامية، وقد أصبحت مصدر قلق وإزعاج للأهالي، فلماذا تماطل الجهات التنفيذية في إسكات هدير محركات الشاحنات المفرغة لهذه الرمال؟ ولماذا لم تزل مقترحات مديرية شؤون البيئة مرمية في أرشيف الجهات التنفيذية؟..

كذلك تطرح (النور) سؤالاً آخر: إذا كانت لجنة البلاغ رقم 10 والبلدية والبيئة لم تمنح الترخيص، إذاً من فوض هؤلاء القيام بتلك الأعمال وعلى مرأى الجميع دون حسيب ولا رقيب؟ ألم يئن الأوان لمعالجة هذا الموضوع وإيجاد الحلول الجذرية له؟!

اتصلنا بمدير شؤون البيئة في المحافظة المهندس غالب أبو حمدان، فأكد أنه بالفعل، أثناء الكشف الحسي على المكان، تبين وجود عدد من المرامل العشوائية غير المرخصة منتشرة على طريق عام السويداء- الثعلة، كما أن الانتشار العشوائي لهذه المرامل أدى إلى انتشار كثيف للغبار، الأمر الذي ألحق أضراراً بيئية بالأهالي القاطنين في تلك المنطقة، إضافة إلى تضرر أشجار المزارعين، وعدا ذلك فقد أدى تفريغ الشاحنات حمولتها الرملية بجانب الطريق العام إلى عرقلة الحركة المرورية على هذا الطريق، ما قد يؤدي إلى وقوع حوادث مرورية، علماً بأنه سبق للمديرية أن طالبت بضرورة إيقاف العمل في هذه المرامل، إضافة إلى إزالة كل الإحضارات الموجودة في تلك المنطقة لرفع الضرر عن الأهالي، لكن شكاوى الأهالي مازالت مستمرة والمرامل مازالت تعمل.

أخيراً، ما المبررات لدى الجهات ذات القرار لغضّ نظرها عن تلك المخالفة البيئية، وهي التي تقوم بمهام عديدة من شأنها خدمة المواطن، خاصة أن الوضع لم يعد مقبولاً أن يترك هكذا دون معالجة واقعية؟!

العدد 1105 - 01/5/2024