النفايات تشكل خطراً على أشجار التفاح والعنب في قرية سهوة الخضر

كثيرة هي الشكاوى التي وصلت إلى مسامع الجهات المعنية حول تأثير مكب النفايات في قرية سهوة الخضر وأضراره على إنتاج الأشجار المثمرة لدى المزارعين خاصة على العنب والتفاح، والأمر بات يهدد الإنتاج والتسويق.

قبل عشر سنوات وقف المزارعون في قرية سهوة الخضر على عتبات منازلهم وتوجهوا بالدعاء لاستجابة مطالبهم والتخلص من مكب النفايات القابع ضمن أراضيهم الزراعية المغروسة بأشجار التفاح والعنب، ، وما تسببه مخلفات القمامة المرمية عشوائياً  على أرض هذا المكب وضمن الأراضي الزراعية العائدة ملكيتها لمزارعي القرية من أضرارٍ على أشجارهم، على الرغم أن هذه القرية تعد من المناطق السياحية ولها خصوصية بجمال طبيعتها الخلابة ومنظرها الجمالي الباعث للأمل والتفاؤل بالحياة

فقد أشار المزارعون (ع .ش)، (هـ. ل)، (م.ج)، إلى تراجع الإنتاج بسبب الانتشار الكثيف للحشرات الضارة كالذباب والبعوض على هذه الأشجار، عدا سحائب الدخان المنطلقة من المكب المتوجهة دائماً نحو الأشجار، الناتجة عن عمليات الحرق العشوائية لهذه المخلفات.. هذا الواقع البيئي سبب انتكاسة إنتاجية وسوء نوعية الإنتاج وعدم صلاحيته للاستهلاك البشري حسبما أكد كتاب مديرية شؤون البيئة في المحافظة ذو الرقم 234 الموجه إلى محافظ السويداء، مما ينعكس سلباً على المردودية المالية لهؤلاء المزارعين، ولاسيما إذا علمنا بأن  الزراعة هي مصدر الرزق الوحيد لهؤلاء، وقد أكدوا مراراً أنهم سبق أن سطروا العديد من الكتب الرسمية للجهات المعنية إضافة إلى المراجعات المباشرة المكتبية بغية إيجاد حل لهذه المشكلة، وللأسف الشديد لم يزل الحل عالقاً في أروقة هذه الجهات.

حملت جريدة (النور) تلك الأسئلة إلى مديرية البيئة التي أكدت ما جاء به مزارعو قرية سهوة الخضر ضمن كتابها رقم 234 الموجه إلى محافظ السويداء والذي تضمن أن مكب النفايات يقع فعلاً بين الأراضي الزراعية وقد لوحظ أثناء الكشف الحسي على الموقع تطاير بعض النفايات إلى بساتين المزارعين ما أدى إلى انتشار الذباب والحشرات حول المكب، إضافة إلى انبعاث الدخان الناتج عن حرق المكب، الأمر الذي ألحق أضراراً بأشجار التفاح والعنب الموجودة بالقرب من المكب، وتسبب بتراجع إنتاجها عدا سوء نوعية الإنتاج، والأهم عدم صلاحية الثمار للاستهلاك.. والحل الوحيد هو نقل المكب من مكانه.

 والسؤال: مادام الحرق والرمي العشوائي هما اللغة الوحيدة المعمول بها في معظم مكبات المحافظة، فما الفائدة إذاً من مشروع إدارة النفايات الصلبة الذي انطلق منذ أكثر من 8 سنوات في المحافظة والذي يهدف إلى إنهاء عمليات الحرق والرمي العشوائي؟

رئيس بلدية سهوة الخضر أسد كيوان قال: إن البلدية وبغية رفع الضرر عن المزارعين تسعى لشراء أرضٍ لنقل المكب إليها، إلا أنه ونتيجة عدم توافر الإمكانية المالية حالياً بات متعذراً علينا تأمين هذه الأرض.

وقال المهندس رفعت خضر- معاون مدير شؤون البيئة في المحافظة: إن الحل الوحيد يكمن في الإسراع بإنجاز معمل معالجة النفايات في نطاق بلدية عريقة، الذي ينهي كل المشكلات البيئية المتسببة بها تلك المكبات.

المهندس حسام حامد رئيس دائرة إدارة النفايات بالسويداء أوضح أن الترابط العضوي في عمل منشآت إدارة النفايات، لاسيما منشآت مركز المعالجة المتكاملة، افترض تنفيذها وفق البرامج الزمنية المعدة والتي أقرت في عام 2010 ونظراً للظروف التي تعيشها البلاد فقد أعيد ترتيب أولويات العمل بحيث تتحقق الظروف التشغيلية الملحوظة في واقع النظافة من جمع وترحيل ومعالجة، وهناك مشاريع كثيرة وذات أولوية وهي واردة في الخطة إلا أنه لم يتم التعاقد في العام الحالي ولا الماضي على أي مشروع جديد لقلة الموارد.

إذاً لابد من الإسراع في تنفيذ مركز المعالجة المتكاملة المتوقف وتوفير الاعتمادات اللازمة له، ونقل المكبات التي تضر في إنتاج القيمة الغذائية لإنتاج التفاح والعنب، من القرى ذات الإنتاج الوفير وغيرها إلى أماكن خاصة بأملاك الدولة .كي لايقع الضرر والضرار على الفلاح الذي يعاني أثناء تسويق إنتاجه من جشع التجار، فهل يلقى الطلب السمع عند أصحاب القرار؟!

العدد 1105 - 01/5/2024