أمسية غناء أندلسي لفرقة صلاح القباني للموسيقا العربية في دار الأوبرا

 أحيت فرقة صلاح القباني للموسيقا العربية، بمرافقة الوشاحين عبد الرحمن عبد المولى وعدنان حلاق، أمسية للموشحات الأندلسية على مسرح الدراما في دار الأوبرا بدمشق. الأمسية التي تأتي ضمن عمل الفرقة الدؤوب لإحياء الغناء الأندلسي التراثي الأصيل، وتقديمه وتطويره، بما يحمل من قيم فنية في الكلمة واللحن، شكلت حالة فنية سورية خاصة.

وجاء برنامج الحفل الذي قدمته الفرقة بأعضائها الثلاثين غنياً بالفقرات الجميلة، وزاد من ألقها صوتا الوشاحين عبد المولى وحلاق اللذين يملكان إمكانات صوتية عالية وشجية ومتمكنة، وقد تضمن البرنامج سماعي راست، تلاه وصلة موشحات من المقام نفسه ضمت موشح (كلما رمت ارتشافا) وموشح (ياعذيب المرشف) وموشح (العذارى المائسات) وموشح (صاح خبر)، ثم دور من مقام بيات بعنوان (يللي تشكي من الهوى هون عليك)، ثم موشح (محبوبي قصد نكدي) تلاه معزوفة لونغا من مقام شهناز، تلتها وصلة قدود من مقام الحجاز من علامة الـ (دو) ضمت(يا فاتن الغزلان) تلاه(بحب ذات الجمال)،

وكانت الوصلة الأخيرة بعدد من الموشحات من مقام الحجاز على درجة النوا، ضمت موشح (ملكتم فؤادي)، تلاه(ومن عجب) و(هيمتني) و(على القيق) و(البلبل ناغى)، وختمت الأمسية بوصلة تراثية من الزمن الجميل منها (ملكتم فؤادي في شرع الهوى) و(على العقيق اجتمعنا). وقال المايسترو القباني إن (هذه الأمسية جاءت ضمن عمل الفرقة في إعادة الألق للطرب الأصيل والموشحات الأندلسية وتعريف الجيل الشاب بهذا التراث الموسيقي الغني للارتقاء بذائقتهم الفنية لافتاً إلى دور الموسيقا في علاج الأرواح المتعبة، وهو ما يحتاج إليه الإنسان السوري اليوم في ظل ما يتعرض له وطننا من حرب كونية ظالمة).

وأوضح القباني أن الفرقة قدمت هذه الأمسية بمرافقة صوتين مميزين من أهم الأصوات الطربية السورية، فقد استطاعا أن يقدما أصعب الموشحات والأدوار والقدود بتمكّن لافت وأداء رائع أمتع الجمهور وأدخل السرور إلى قلوبهم مبيناً أن الجمهور بفضل تفاعله وتصفيقه خلال الحفل أثبت حبه وانتماءه لهذا اللون الغنائي والموسيقي الأصيل الباقي بفضل محبة الجمهور له من مختلف الأعمار، وبعمل الفنانين المؤمنين برسالة الطرب الأصيل والموسيقا التراثية.

المايسترو صلاح قباني درس الموسيقا منذ الصغر، ونشأ ضمن أسرة ذات طابع ديني وفني، فوالده القارئ الشيخ محمد عربي قباني شجعه على تعلم العزف على آلة القانون على يد كل من سليم سروة وعدنان إيلوش، وهو مؤسس ومدير فرقة الدراويش الدمشقية المعنية بتقديم التراث الموسيقي من الأناشيد الدينية التراثية والغناء الأندلسي ورقصة المولوية، إضافة إلى فرقته المعنية بالطرب الأصيل والأندلسي.