هل نحن أمام قرارات تريد زيادة إيرادات الخزينة دون تحقيق عائد للمجتمع

يبدو أن عين الحكومة (حمراء) من الطبقة الوسطى وما دون للعيش بالحد الأدنى الإنساني، فقد قررت أن تهدي أصحاب الرساميل كل ثلاثة أشهر هدية لابتزاز الناس، لأنها غير قادرة على تحديد السعر وتثبيته لأي مادة غذائية كانت أم مستهلكة.

والمتتبع للسوق المحلية في السويداء يشعر أن أسعار المبيع في واد وقرارات الحكومة الإعلامية في واد آخر، ولهذا بات المواطن يشعر أن بينه وبين الحكومة عداوة، فحين ترفع سعر المازوت والغاز في الشتاء الماضي، فإنها توقع المجتمع وأفراده من الطبقة الفقيرة التي تشكل النسبة الكبرى، في معضلة كبيرة لتأمين حاجياتها اليومية، لعدم قدرتها على تحمّل أعباء ارتفاع سعر المحروقات وما يخلفه من ارتفاع في باقي المواد الغذائية عامة، حتى هددت الثروة الحراجية التي باتت هي الأخرى ترجو أصحاب القرار حمايتها من فؤوس الناس ومعاولهم ومناشيرهم لقطعها للتدفئة، واليوم منشار الحكومة بدأ يحز برقاب راكبي السيارات بأنواعها المختلفة من نوع بيك أب وغيرها لتحقيق إيراد إضافي للخزينة في زمن كان الاقتصاد السوري يعيش حالة من الانتعاش، أي قبل الأزمة فإن من اشترى سيارة (زمط بريشو) لكنه وقع لاحقاً في فخ القرارات الجائرة، حينما بدأ مسلسل رفع سعر البنزين دون وجل ولا خوف، وكأن حكومتنا الرشيدة تريدنا أن نستبدل بالسيارات الشخصية وسائل نقل أخرى من الفصيلة الخيلية حين يتم مساواتها بالسيارات التي يرتفع دخانها عالياً وتفسد الأجواء وتسبب التلوث والأمراض، والفساد المتعمد والأكثر تنظيماً هو السعر الإضافي للسعر الرسمي، بمعنى أننا في السويداء حين يرتفع البنزين يضاف إليه وبشكل تلقائي ثلاث ليرات لماذا؟…لا ندري، بحجة توفيره بشكل دائم! وهل المطلوب لتوفيره تقديم رشوة مباحة لأصحاب محطات الوقود لتأمين المادة؟

عدا المواد الغذائية والألبسة التي ترتفع أسعارها مع ارتفاع الدولار، ولو كانت المواد مخزنة وفاسدة منذ سنوات، وكأنهم يتبادلون الأسئلة: لو أردنا روب البحر هل يروب، بعضهم يقول: لا…والآخر يقول: ممكن، فإذا حدث ذلك سيكون اللبن بسعر البلاش…وهات وانتظر كي يروب البحر، هم ينتظرون البحر أن يصبح لبناً ويرفعوا بالسعر تحت ذريعة لابد للبحر أن يروب، والأمل بانخفاض السعر بعد روب البحر.. وعيش يا.. محترم!

لعلنا أمام قرارات تريد زيادة إيراد الخزينة دون تحقيق عائد للمجتمع، وسنبقى نعيش على رحمتها، وعند مطلع كل فجر نصلي كي يروب البحر، لعل ذلك يوقف رفع الأسعار..  أم هو ترويض أصحاب الدخل المحدود على الفقر المؤكد والحاجة الدائمة للتاجر وصاحب القرار معاً… وعلينا أن نترحم على المطرب الكبير وديع الصافي بأغنيته: (عندك بحرية يا ريس)!

العدد 1105 - 01/5/2024