واشنطن وحلفاؤها صنعوا شبكة إرهابية عابرة للحدود

أفاد موقع (ذا سيكر) نقلاً عن رئيس مديرية الاستخبارات الرئيسية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال إيغور سيرغون خلال مؤتمر في موسكو أن ما يسمى تنظيم (داعش) الإرهابي هو صناعة غربية بحتة، وأن الإرهاب المتطرف ليس ظاهرة فطرية أهلية، وإنما هو أداة من مجموعة أدوات الإمبريالية الغربية التي تستخدم لتخريب وتدمير الدول التي تقف بجرأة في وجه الهيمنة العالمية لـ(الإمبراطورية) الأمريكية ـ البريطانية ـ الصهيونية. 

وأضاف: يُعد الإرهاب الدولي الذي يكتسب بسرعة طابعاً سياسياً والذي يجري تحويله إلى قوة حقيقية في سعيه للوصول إلى السلطة في بعض الدول واحداً من أكثر التحديات خطورة في العصر الحالي. كما أننا نشهد اتجاهاً مطرداً نحو عولمة أنشطة المنظمات المتطرفة، ويشمل ذلك انتشاراً جغرافياً واسعاً وتدعيماً للتواصل بين الجماعات المتباينة فضلاً عن التكيف السريع مع المتغيرات الظرفية.

وأكد سيرغون أن متزعمي التنظيمات الإرهابية يسعون إلى توطيد التعاون، وإلى إنشاء مناطق عدم الاستقرار التي لا تشمل دولاً فحسب بل أقاليم بأكملها، مشيراً إلى أن الإرهاب الدولي يهدف إلى إنشاء ما يسمى (خلافة عظمى) عن طريق القوة العسكرية داخل حدود تشمل منطقة الشرق الأوسط والقوقاز وشمال إفريقيا وشبه الجزيرة الإيبيرية.

وتابع: يمثل الإرهاب في الوقت الراهن أكبر تهديد لسورية والعراق وليبيا وأفغانستان، وهو يتمثل بما يسمى (داعش) و(القاعدة) و(جبهة النصرة) و(حركة طالبان) وغيرها من الجماعات النشطة الإرهابية. لافتاً إلى أنه لا يزال تنظيم القاعدة الإرهابي واحداً من التنظيمات الإرهابية الأكثر قوة ونفوذاً، في حين تعمل المجموعات الإرهابية الإقليمية ذات الصلة بشكل مستقل تقريباً.

وأكد الجنرال أن تعزيز قوة (داعش) الإرهابي ساهم بشكل خطر في زعزعة استقرار الوضع في إفريقيا، إذ كما يوفر التنظيم مساعدات مالية وعسكرية كبيرة للمتطرفين الإرهابيين في سورية والعراق، فإن جماعات إرهابية أخرى تتلقى دعماً مماثلاً مثل جماعة ما يسمى (أنصار الشريعة) الناشطة في شمال إفريقيا، و(بوكو حرام) في غربها فضلاً عن المنظمة الصومالية الإرهابية المسلحة (الشباب المجاهدين) التي تشكل أكبر تهديد للاستقرار في شرق إفريقيا، كما تعد مسؤولة عن عدد من الأعمال الإرهابية الكبرى.

من جهة أخرى لفت سيرغون إلى أن الوضع الذي يتطور بسرعة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى أضحى مثيراً للقلق ومحفوفاً بالمخاطر على حد سواء، إذ تتمتع التنظيمات المتطرفة مثل (حركة طالبان) و(حزب التحرير) و(الحركة الإسلامية) في أوزبكستان بقدرات قتالية عالية، كما تشير التقديرات في الوقت الراهن إلى وجود نحو خمسين ألف مقاتل في أفغانستان وحدها، علماً أنه أُقيمت على الأراضي الأفغانية والباكستانية شبكة من معسكرات تدريب الإرهابيين بما ينطوي على معسكرات تدريب الانتحاريين.

إلى ذلك أكد سيرغون أن نشر الأفكار الإرهابية المتطرفة يحمل تأثيراً سلبياً على تطور الأوضاع في جنوب شرق آسيا، ومن الممكن أن يكون سبباً في عواقب لا يمكن التنبؤ بها. كما أن مستوى التهديد الإرهابي في أوربا، الذي يرجع في المقام الأول إلى عودة الإرهابيين من (النقاط الساخنة)  وهم على استعداد تام لاستخدام خبراتهم المكتسبة على ملعبهم الجديد، ازداد في السنوات الأخيرة، إذ يقدر أن نحو 600 من (الجهاديين) عادوا إلى ألمانيا وحدها في السنوات الأربع الماضية.

وقد انتشر نفوذ المتطرفين ليشمل بعض المناطق في أمريكا الجنوبية بحيث تعتبر منطقة المثلث الحدودي التي تقع على طول تقاطع الأرجنتين والبارغواي والبرازيل منطلقاً للإرهابيين المتطرفين.

العدد 1105 - 01/5/2024