آراء علمية وحلول لمشاكل زراعية.. تطرحها ندوة علمية في السويداء
على مدار يومين أقام مركز البحوث العلمية الزراعية في السويداء ندوة علمية هي الأولى، لطرح المشاكل الزراعية والحلول المقترحة لها ضمن المحافظة، قُدّم فيها تسع عشرة ورقة عمل، تضمنت أبحاثاً وتجارب علمية لباحثين مختصين مع وضع الحلول والمقترحات والتوصيات اللازمة.
تضمنت الندوة عدة محاور في مجال الأشجار المثمرة، فعرضت مشكلة الفيلوكسرا على العنب وكيفية التغلب عليها والحد من انتشارها. إضافة إلى أهم العوامل التي تؤثر على تخزين التفاحيات والكرمة، وإدارة خصوبة التربة والمياه، وواقع العناصر الغذائية في تربة (ظهر الجبل)، وكيفية تحسين خصوبة التربة باستخدام تصنيع الكمبوست من بقايا التقليم بهدف زيادة المادة العضوية، ومشكلة الري بمياه الصرف الصحي وكيفية الحد من خطرها. وكان للدراسات الاقتصادية محور طرحت فيه مشكلة انخفاض معدلات تبني التقنيات الحديثة وانخفاض الكفاءة الإنتاجية، والإدارة المتكاملة للآفات، الذي تضمن أهم الآفات التي تصيب الأشجار المثمرة، منها حفار ساق التفاح ودودة ثمار التفاح وحشرة بسيلا في الإجاص، وعرض مشكلة انخفاض الإنتاجية في المحاصيل (قمح وشعير وحمّص) وكيفية زيادتها باستخدام الأصناف المحسّنة وتطبيق الخدمات الزراعية المثلى، وعلى صعيد الإنتاج الحيواني جرى بيان كيفية الاستفادة من المخلفات الزراعية في تغذية المجترات لعلاج مشكلة عدم توافر الأعلاف، والعمل على نشر التربية الحديثة للتغلب على مشكلات التربية التقليدية، وكيفية استخدام التقانات الحيوية في حفظ الأصول الوراثية وصيانتها وتوثيقها والتسريع ببرامج العمل التربوي عن طريق تطبيق تقنية الانتخاب المعتمد على الدراسات.
وفي نهاية الندوة توصل الباحثون إلى توصيات أهمها:
* الحد من انتشار آفة الفيلوكسرا على العنب وتوثيق الأصول المدخلة، وإقامة مشتل متخصص لإنتاج غراس الكرمة المطعمة على الأصول الأمريكية.
* انتخاب أصول التفاح الملائمة لظروف البيئة المحلية، وإيجاد مصدر واحد للبذور وعدم خلط البذور المعدة لإنتاج الأصول البذرية، واستخدام البذور الكبيرة الحجم وزراعة حقول أمهات معزولة.
* ومن أجل تخزين التفاحيات والكرمة بأفضل الطرق، العمل على القطاف في الموعد الأمثل، واستخدام الطريقة الصحيحة في القطف، وتعميم حجر التبريد والتغليف بأكياس البولي ايتلين، والتغليف مع الكبريت لحفظ ثمار العنب.
* الاستفادة من مخلفات تقليم التفاح والكرمة في تصنيع الكمبوست لإغناء التربة بالسماد العضوي والبوتاسيوم.
* العمل على استخدام البطم الأطلسي ملقحاً ثنائي الجنس للحد من التلقيح الخلطي في زراعة الفستق الحلبي، والتأكيد على زراعة أصناف مؤنثة ومذكرة في المناطق البيئية التي تؤمن الاحتياج الكافي من ساعات البرودة.
* إضافة المادة العضوية لتحسين خصوبة التربة في تربة (ظهر الجبل) من الأسمدة البوتاسية بشكل كافٍ، وتشجيع استخدام الصخر الفوسفاتي لأنه أقل ثمناً، وإجراء فلاحة خريفية عميقة دورياً لشق الأفق الكتمية مع رش بالعناصر الصغرى مثل الزنك والبوران لانخفاض محتواه في التربة.
* أفضل موعد لزراعة القمح في منطقة الاستقرار الثانية في النصف الأول من كانون الأول، وأفضل موعد لزراعة الحمص الشتوي في المحافظة هو من 15 كانون الأول إلى 15 كانون الثاني، والموعد الربيعي في شهر شباط، وأن أفضل معدل بذار محسّن هو 10 كغ للدونم في مناطق الاستقرار الثانية، وأفضل أصناف القمح بالترتيب: دوما ،3 ودوما 1 وشام 5 وشام 3.
* الإدارة المتكاملة لحشرة بسيلا الإجاص باعتماد رش أشجار الأجاص بالكلس الميكروني في بداية مرحلة وضع البيض في فترة ما قبل الإزهار، واستخدام الزيت الصيفي في مكافحة حشرة بسيلا الأجاص، وترشيد استخدام المبيدات والتعاون ما بين المزارع والفنيين في الإرشاد الزراعي في تقدير كثافة الحشرة منذ بداية الموسم وتحديد المواعيد المكافحة.
في مجال الإنتاج الحيواني:
أكد الحضور العلمي أن نواتج تقليم الأشجار المثمرة تتوفر بكميات كبيرة في محافظة السويداء، ويجري حرقها ولا يستفاد منها، مع أنه يمكن استخدامها في تغذية المجترات، بعد معاملتها بالسوائل المغذية، بديلاً علفياً عن الأتبان لأن كمياتها محدودة وأسعارها باهظة، وقد نفذت تجارب عديدة في هذا المجال، وبالتالي لابد من استخدام نواتج تقليم الزيتون مادة علفية في تغذية المجترات، وبقايا تقليم العنب المعاملة باليوريا في العليقة اليومية للحيوان بنسبة لا تتجاوز 25 %، كذلك استخدام مصل الجبن ومعاملته بالأتبان بنسبة 20% عليقة مالئة للحيوان، والاستفادة من بقايا تقليم العنب والتفاح المعاملة بالسائل المغذي بنسبة 25 % بالعليقة النامية في تغذية الحيوان، ونشر أساليب التربية الحديثة للتغلب على مشكلات التربية التقليدية.
وفي إطار وضع حلول ومقترحات ضمن التقانات الحيوية جرى التركيز على حفظ الأصول الوراثية وصيانتها، وخاصة المهددة بالانقراض، باستخدام طرائق زراعة الأنسجة والحفظ لفترات قصيرة أو طويلة.
وأشار الدكتور مشهور غانم رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية بالسويداء إلى أن هذا النشاط العلمي يأتي ضمن أهداف محددة بغية عرض بعض مشكلات الزراعية في المحافظة التي تتمثل في الجفاف وعدم توفر الأصناف المناسبة للزراعة المحلية، ومشاكل الري والإصابات بالحشرات والأمراض النباتية، وأفضل الظروف المناسبة للزراعة مثل الكثافات النباتية، والمواعيد الزراعية وعمليات تخزين المحاصيل الزراعية وثمار الأشجار، وقد وجد الباحثون الحلول العلمية المناسبة لمعظم هذه المشاكل.
حضر الندوة عدد من الباحثين والمختصين، ومديرو الإدارة البحثية في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، وفنيون من مديرية الزراعة في السويداء، وبمشاركة من كلية الزراعة بالسويداء.
فهل تبقى توصيات الندوة العلمية الأولى دفينة الأدراج كغيرها من توصيات الندوات العلمية الهامة التي وضع فيها المختصون آراءهم العلمية وحلولهم المقترحة، أم أنها ستجد طريقها إلى التنفيذ ولو بعد حين؟