عام آخر يرحل.. والسوريون يتألمون لكنهم متفائلون

التحالف المعادي لسورية الذي تقوده الإمبريالية الأمريكية لم يكتف بتشجيع الإرهابيين ودعمهم مالياً وعسكرياً لهدم كيان الدولة السورية، بل مارس أقسى أشكال الحصار والتضييق على الاقتصاد السوري، مما زاد في معاناة جماهير الشعب السوري، وخاصة الفئات الفقيرة التي نالها التهميش أيضاً قبل الأزمة، بسبب السياسات الاقتصادية النيوليبرالية التي قادها فريق اقتصادي كرّس جهوده لإعادة هيكلة الاقتصاد السوري وفق آليات السوق الحر.

لقد واجه شعبنا في سنوات الأزمة نزيف الدم والتهجير والخطف، وفقدان الأمن، والبطالة والهجرة والغلاء والاعتقال والصعوبة في تأمين متطلبات الحياة، وبقي صامداً متمسكاً بوحدة بلاده وبعدائه للإرهاب وللرجعية السوداء، ولكل من له مصلحة في استمرار نزيف الدم السوري في الداخل والخارج.

ورغم التخبط الحكومي في تخفيف تداعيات الأزمة ومعالجة انعكاساتها السلبية على الحياة المعيشية لملايين المواطنين، بقي شعبنا صابراً.. صامداً، يتطلع إلى حقن الدماء، والتوافق بين جميع مكوناته السياسية والاجتماعية على الحل السياسي.

وكي نخفف آلام جماهيرنا الشعبية ونرفع من منسوب تفاؤلها، ونحن نستقبل العام الجديد لابد من سعي حكومي جدي للجم قوى الفساد والاحتكار ومقتنصي الفرص والمتحكمين بالأسواق والمضاربين بأسعار القطع الأجنبي والمهربين والمتاجرين بالمواد المدعومة وجميع من يسعى إلى زيادة آلام شعبنا ودفعه في خانة اليأس وفقدان الأمل.

التفاؤل وحده لا يكفي، لابد من استمرار دعم الحكومة للفئات الفقيرة والمتوسطة التي تشكل غالبية الشعب السوري، والتي تعد بجميع المقاييس السند الحقيقي للصمود السوري.

فَلْنُبقِ شعبنا متفائلاً رغم آلامه!

العدد 1107 - 22/5/2024