The Tinning فيلم أمريكي جديد ينتقد النظام الرأسمالي والنفاق السياسي في أمريكا

كثيرة هي الأفلام التي باتت تنتقد النظام الرأسمالي، خاصة أن المواطن الأمريكي على وجه الخصوص بات يعاني تبعات هذا النظام، وعلى رأس قافلة الأفلام تلك فيلم

 The Tinningالذي عُرض مؤخراً في صالات السينما، وهو من تأليف وإخراج (مايك غالاغر) وبطولة (لوغان بول).  

يتحدث الفيلم عن الولايات المتحدة الأمريكية في زمن ٍ مستقبلي حين لم يعد كوكب الأرض يتسع للأعداد المتزايدة للجنس البشري ولم تعد أنظمته البيئية وموارده تحتمل التضخم السكاني الهائل، فوقعت كل دول العالم اتفاقية سنت بموجبها قوانين واجراءات للحد من تزايد عدد السكان.. فعمدت دولٌ إلى عدم السماح للزوجين بإنجاب أكثر من طفلٍ واحد، وعمدت دول أخرى إلى التخلص من المرضى والكهول وإجراءات عدة مختلفة، بينما اختارت الولايات المتحدة الأمريكية تحديد وخفض عدد سكانها بالاعتماد على نسب الذكاء والاجتهاد الدراسي حيث تحدد درجات اختبار سنوي مستمر إلى أن يبلغ الأمريكي سن الرشد، مصير الجيل الصاعد، فإن تمكن من النجاح بإمكانه مواصلة حياته بسلام، أما إن لم ينجح في الاختبار فتتم تصفيته، وبرر السياسيون ذلك للشعب بأنه يشكل ضمانة لكي تكون بلادهم الرائدة في شتى المجالات بين الأمم. وبالفعل حققوا من خلال ذلك أعلى نسبة متعلمين على مستوى العالم.

تبدأ أحداث الفيلم حين يدخل ابن حاكم ولاية تكساس واسمه (بلايك) الاختبار وينجح فيه، ذلك أن أبناء المسؤولين والأثرياء يحظون ب(مدرس خصوصي) وأمور أخرى تضمن لهم النجاح في معظم الأحيان لا يستطيع بقية الناس تحمل تكاليفها.. ولكن عشيقة (بلايك) تخفق في تجاوز الاختبار فيحكم عليها بالإعدام ويدعي والد بلايك أنه لا يستطيع مساعدتها، فيتعمد بلايك الرسوب في العام التالي ليوجه بذلك رسالة إلى والده وإلى العالم. لكن والده يأمر باستبدال درجات بلايك في الاختبار بدرجات شابة متفوقة، ويتبين لبلايك والفتاة أن الساسة والأثرياء يزوّرون النتائج في حال رسب أبناؤهم على حساب أرواح أبرياء متفوقين، وسرعان ما تخرج الفضيحة إلى الإعلام مهددة طموح والد بلايك بالوصول إلى البيت الأبيض.. فيقرر أن يضحي بابنه، فيتهم معاونه بتزوير النتائج ويأمر بإعدام ابنه واثنين آخرين من أبناء الأثرياء، ولكن المفاجأة تكمن في أن عملية السوق إلى الإعدام هي مجرد خدعة، فبمجرد أن ينزع بلايك الغطاء عن عينيه يرى أنه بات في مكانٍ سري تحت الأرض ويرى عشيقته على قيد الحياة في ثياب العُمال وسط مصنع هائل، تُغلف البضائع، فيكون بذلك مصيره ومصير كل من معه هو العمل كالعبيد في أقبية الإمبريالية العالمية.

لم أجد نهاية الفيلم تشاؤمية بل هي واقعية.. قد لا يكون هناك متسع للجميع كي يحظوا بعيش كريم فوق الأرض.. لكن هناك دوماً متسع لبشر انتزعت منهم حقوقهم الإنسانية ليغدوا أشبه بمسننات في الماكينة الصناعية الخاصة بالنظام الرأسمالي.

العدد 1105 - 01/5/2024