في الذكرى الثانية والتسعين لميلاد الحزب…الشيوعيون السوريون مازالوا في طليعة المدافعين عن حرية سورية واستقلالها وكرامة شعبها

 في الماضي خاض الحزب معارك النضال الوطني ضد الاستعمار الفرنسي، وساهم في معارك الجلاء، وناضل ضد الإقطاع، خاصة في المناطق الشرقية والشمالية، وفي كثير من الأحيان كان رفاقنا يعملون متخفّين، ويقودون الإضرابات والاجتماعات ضد هذا الإقطاعي أو ذاك، وطالب بتطبيق صحيح للإصلاح الزراعي . لقد أطلق البعض على حزبنا اسم (حزب الخبز)، للتدليل على اهتمامه بالحياة المعيشية للفئات الفقيرة والمتوسطة، ولم تقتصر الأمور بالطبع على الخبز، بل على ضمان توازن حقيقي بين دخل العمال والأجراء الزراعيين والعاملين في الدولة والقطاع الخاص من جهة، والمستوى العام لأسعار المواد الأساسية لمعيشة هذه الفئات الكادحة من جهة أخرى. وكان حزبنا ومايزال يربط بين صوابية السياسة الوطنية للبلاد ونجاحها، وتلبية الهموم الحياتية للفئات الفقيرة والمتوسطة التي تلعب الدور الرئيس في إنجاح هذه السياسة الوطنية.

ولعبت صحافة الحزب ومنشوراته الأخرى، منذ تأسيسه، دوراً بارزاً في إبراز مطالب الجماهير الشعبية، وإيصال صوتها إلى الجهات الحكومية والمؤسسات المعنية، ولم تترك صحافة حزبنا شأناً اقتصادياً أو اجتماعياً دون أن تتطرق إليه، فتبرز أهميته وإيجابياته، إذا كان يصب في مصلحة الجماهير الشعبية، أو تنتقده وتبين سلبياته وتأثيراته الضارة على الوضع الاقتصادي للبلاد وعلى معيشة الفئات الفقيرة.

واليوم مازال حزبنا حزباً للوطن والشعب.. نفخر بتاريخه المجيد الذي يُعدّ جزءاً من تاريخ سورية الحديث، نعتزّ بانجازاته، وندقّق في نكساته وأخطائه.. ونسعى مع جميع القوى السياسية والاجتماعية الخيرة المحبة لسورية، إلى الوقوف صفاً واحدا للدفاع عن الوطن في مواجهة الإرهاب الفاشي التكفيري، ومن أجل حل سياسي للأزمة السورية، ونتطلع إلى مستقبل سورية الديمقراطي العلماني، المعادي للإمبريالية والصهيونية والرجعية السوداء..

إن تاريخ حزبنا ونضالاته عبر اثنين وتسعين عاماً يجب أن تكون ماثلة في أذهان جميع الشيوعيين.. لاستنهاض مافيها من مآثر، من أجل استمرار دوره الوطني والطبقي في حياة البلاد.

عاشت الذكرى الثانية والتسعون لتأسيس الحزب الشيوعي السوري.. والمجد لذكرى شهدائه، وشهداء الوطن!

العدد 1107 - 22/5/2024