قرية برلاهين تعود إلى حضن الوطن

 مع زغردات الرصاص ووقع أقدام الجيش العربي السوري عادت برلاهين إلى حضن الوطن، عادت إلى أهلها الحقيقيين الذين أحبوها وزرعوها وغرسوا أشجارهم وآمالهم وآلامهم فيها وعشقوها كما عشقوا الوطن.

عادت برلاهين بعد طول غياب، وبعد أن هجرها أهلها بفعل الإرهاب الوهابي الصهيوني الذي أمعن في تعذيبهم وإرهابهم وسجنهم، عادت بعد أن تعاقبت عليها زمر الإرهاب وشذاذ الآفاق، فمنذ الشهر السادس من عام 2016 دخلت عصابات ما يسمى الجيش الحر إليها، وساقت أهلها من الوطنيين وآباء الجنود السوريين إلى السجون، وعذبتهم شتى أنواع التعذيب والابتزاز المادي،

وبعد ذلك في الشهر الـ7 من عام 2014 جاءها الإرهاب الوهابي ليحاول من جديد إركاع أهلها بسبب مواقفهم الوطنية الثابتة من الوطن وتمسكهم بدولتهم وجيشهم، ولن أنسى ما حييت موقف جارتنا أم الشهيد حسن، أحد شهداء الجيش العربي السوري، حين ارتأى بعض عاقلينا دفنه ليلاً تحاشياً لاستفزاز داعش، التي نبشت لاحقاً قبره بعد مرور عام ونصف، وكيف صرخت بنا بقوة وإباء بأنها لن تدفن شهيدها إلا صباحاً وعلى ضوء الشمس، فما كان منا إلا الإذعان أمام كبريائها، وكيف لا وهي أم أول شهيد من قريتنا.

برلاهين التي تقع في منتصف الطريق بين مدينة الباب وحلب، فيها كروم زيتون وزراعة متنوعة، تربي المواشي والدواجن، وتتميز بشبابها المثقف الحاصل على إجازات جامعية، كانت وطنية بامتياز، لدرجة أن الدواعش قاموا في يوم 7/9/2014 بتطويقها واعتقال كل أهلها وسوقهم إلى المحطة الحرارية، والتنكيل بهم وأخذ وجهائهم ومثقفيهم إلى سجونهم في مدينة الباب، ومنهم رفيقنا أبو عماد الذي مازال حتى الآن يعاني من آثار إجرامهم.

نعم، عادت برلاهين ولكن الدمار طال 50% من بيوتها التي نهبها وسرقها الإرهابيون، واليوم بعض ذوي النفوس المريضة يريدون سرقة ما تبقى منها، ولكن حرص أهلها ووعيهم دفعهم منذ فترة إلى التطوع لحماية قريتهم وللحفاظ على زيتونها وخيراتها.

تضم برلاهين أكثر من 140 ألف شجرة زيتون، مازالت حبات زيتونها عليها تطلب القطاف. نعم، عادت برلاهين ورفع العلم السوري عالياً في سمائها وبأيدي أبنائها الشرفاء الذين أحرقوا علم السواد والظلام بأيديهم، عادت بعد أن روى أربعة شهداء من أبنائها تراب الوطن بدمائهم الزكية، عادت لتلفظ عنها التكفير وتعود كما كانت وكما يريدها أهلها، طاهرةً خضراء آمنة، هواؤها سوري وترابها تبر ينتج الخير والعلم والعمل ويدحر التكفير والإرهاب، عادت وعيون أهلها الآن تتطلع إلى المسؤولين عساهم يعيدونهم إلى بيوتهم بسرعة، ليبنوا مدرستها ويسقوا أشجارها ويزرعوا أرضها ويعود الورد الجوري يرسل شذاه في أنحائها..

تحية لكل الشهداء وشهداء الجيش العربي السوري.

تحيةً لأبطاله الذين حرروها وسيحررون كل شبر من أرض الوطن.

1/2/2017

أحد أبناء برلاهين

العدد 1105 - 01/5/2024