نصر الله: امتزاج دماء المقاومة على الأراضي السورية يعبر عن وحدة القضية والمصير

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن المقاومة لا تخاف الحرب ولا تخشاها، وأن على العدو الإسرائيلي أن يفهم أنها ستخوضها إذا فرضت عليها وستنتصر فيها، مشدداً على أن المقاومة في كامل عافيتها وجهوزيتها وحكمتها وشجاعتها وحضورها، ولم يعد يعنيها أي شيء اسمه قواعد اشتباك مع العدو الإسرائيلي في مواجهة العدوان والاغتيال، ولم تعد تعترف بتفكيك الساحات والميادين، ومن حقها الشرعي والأخلاقي والإنساني والقانوني أن تواجه العدوان أياً كان، وكيفما كان، وفي أي مكان وزمان.

وأشار السيد نصر الله في كلمة له خلال الاحتفال التكريمي لذكرى شهداء المقاومة في القنيطرة، إلى أنه من الآن فصاعداً أي كادر أو شاب من حزب الله يقتل اغتيالاً سيتم تحميل العدو الإسرائيلي المسؤولية، ومن حق المقاومة أن ترد في أي زمان ومكان وبالطريقة التي تراها مناسبة، مبيناً أن المقاومة لم يكن لديها أي تردد منذ اللحظة الأولى لعملية الاغتيال في القنيطرة بضرورة الرد ووضع حد للتمادي الصهيوني في الإجرام ولو ذهبت الأمور إلى النهايات.

وأوضح السيد نصر الله أن ما أصاب العدو الإسرائيلي بعد اغتيال شهداء القنيطرة جعله مرتبكاً سياسياً وإعلامياً، وأعلن حالة الاستنفار وأرسل رسائل التهديدات عبر دول مختلفة، ووقف بانتظار رد المقاومة، لافتاً إلى أن المقاومة قامت بعمليتها في مزارع شبعا في وضح النهار وفي ذروة استنفار العدو الإسرائيلي الذي عجز عن أن يعرف ماذا جرى.

وقال السيد نصر الله: إن العدو الإسرائيلي لم يجرؤ على تبني عملية الاغتيال التي قام بها، بينما المقاومة تبنت عمليتها في مزارع شبعا مباشرة بعد تنفيذها، وأعلنت البيان رقم واحد.

واعتبر السيد نصر الله أن امتزاج دماء المقاومة على الأراضي السورية يعبر عن وحدة القضية والمصير والمعركة التي جزأتها الحكومات والتيارات السياسية والتناقضات والانقسامات، مشيراً إلى أنه بهذه الدماء ندخل زمن الانتصارات، موضحاً أن استهداف شهداء القنيطرة عملية اغتيال واضحة وعلنية واتخذ بقرار إسرائيلي على أعلى المستويات.

 

وقال السيد نصر الله: إن منطقتنا تعاني من وجود سرطان اسمه الكيان الإسرائيلي الغاصب على مدى عقود، وهو يتصرف الآن بمزيد من الإفساد في الأرض والعلو والاستكبار والعنجهية، ويستغل الحرب القائمة في سورية أبشع استغلال، ويقدم الدعم الواضح للتنظيمات المسلحة التكفيرية بهدف تدمير سورية وجيشها، مشيراً إلى أن حكومة الاحتلال لا تشعر بأي قلق من وجود تنظيم جبهة النصرة المصنف بأنه إرهابي على الشريط الشائك، بل تقوم بدعمه وتقديم كل أنواع الأسلحة له، وأقامت المشافي لعلاج مصابيه الإرهابيين.

وأضاف السيد نصر الله: إن التنظيمات الإرهابية التكفيرية وخصوصاً الموجودة على حدود الاحتلال في الجولان المحتل هي حليف طبيعي للعدو الإسرائيلي، وهي (جيش لحد) سوري جديد، حتى لو رفع راية الإسلام.

وأوضح السيد نصر الله أن الكيان الغاصب مازال يحتل الأرض والمقدسات، ويستبيح الضفة الغربية، وشن حرباً مدمرة على قطاع غزة، وارتكب فيه أفظع المجازر، وما زال ينتهك المقدسات ويحتجز آلاف الفلسطينيين في معتقلاته في ظروف قاسية تتنكر لأبسط حقوق الإنسان الفلسطيني، مشيراً إلى أن هذا الكيان الغاصب مستمر في احتلال مزارع شبعا اللبنانية، ولا يعترف بالقرار الدولي 1701 الذي (يقدسه البعض) ويواصل خروقاته للأجواء اللبنانية، ولا يعترف بالبر ولا بالبحر ولا بالجو، ويقصف ويغتال عندما يشاء.

وتقدم الأمين العام لحزب الله بالشكر لكل من وقف إلى جانب المقاومة منذ اللحظة الأولى لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على مزارع الأمل في القنيطرة، وعبّر عن تعاطفه وتأييده لأي قرار تتخذه المقاومة أو خيار تلجأ إليه. وقال: من واجبنا ونحن نحتفي بشهداء المقاومة أن نقف بإجلال وإكبار أمام شهداء الجيش اللبناني البطل الذين استشهدوا في رأس بعلبك، وهم يدافعون عن البقاع ولبنان وقراه الأمامية في وجه التنظيمات الإرهابية التكفيرية، التي تثبت في كل يوم أنها تكمل ما قام ويقوم به الاحتلال الإسرائيلي في سياق مشروع واحد.

العدد 1105 - 01/5/2024