لعبة الكراسي… تلعب بنا إلى اليوم

منذ أن كنّا صغاراً تعلمنا لعبة الكراسي، أظنّ أن الجميع يذكرها، ولكنّي سأذكركم بها، لمن لا يعرفها.

كانت اللعبة تقوم على وضع خمسة كراسي، ويقف ستة أولاد، (العدد خمسة أو ستة ليس ثابتاً، فالمهم هو أن يكون عدد الكراسي أقل من عدد الأطفال برقم).

 يبدأ الأولاد بالركض والدوران حول الكرسي ساعة بدأ الصافرة أو الإشارة، ولا يتوقّفون إلّا لحظة سماع الصافرة مرّة أخرى مشيرة لهم بتوقف الدوران، ولكن يأخذ كل واحد منهم كرسيّا يجلس عليها بسرعة، وهكذا يجلس خمسة أطفال على خمسة كراسي،
ويبقى طفل دون كرسي، وهذا الطفل يخرج من اللعبة لأنه لم يكن بسرعة زملائه في أخذ الحصول السريع على الكرسي، ثمّ تُتابع اللعبة بإنقاص كرسي آخر،
وبنفس الطريقة يتناقص عدد الأطفال واحداً تلو الآخر، كما تتناقص أعداد الكراسي تباعاً، هكذا إلى أن يبقى طفلان يتنافسان على كرسي واحد، ومن يأخذ الكرسي أولاً يفوز به.

ألم توحي لكم هذه اللعبة بشيء ما؟؟

لقد عوّدتنا هذه اللعبة دون أن ندري أن نقتنص الفرص ولو على حساب غيرنا، وعلمتنا أنه لا يمكن لنا الجلوس على كرسي إلا بمحاربة غيرنا ومنعه من هذا الجلوس، الجميع يتنافس على الكرسي، الجميع يحاول بشتّى الوسائل الحصول على مكان، وكرسي، ومن لا يحصل عليه، يُطرد من اللعبة، أو بالأصح يُطرد من كل اللعب.

فهل لهذه اللعبة صلة بقانون الحياة الذي نعيشه اليوم؟

هل يعقل أن تكون ألعابنا التي اعتدناها في صغرنا قد علّمتنا بعض الأفكار والتصرفات التي أثرت بشكل أو بآخر في شخصيتنا؟

العدد 1105 - 01/5/2024