المبادرات الرمضانية برعاية إعلاميةّ!! .. المستهدفون: احترموا عقولنا!

 مبادرات رمضانية تقيمها جمعيات سورية تعتمد على المتطوعين المندفعين للعمل الخيري، وتمولها رساميل ومؤسسات وأفراد، لعلها تصل إلى من يستحقها من الصائمين الذين أجبرتهم الظروف الراهنة على النزوح من منازلهم، كما أن لهيب الأسعار جعل بعض أساسيات الحياة لديهم من الكماليات، لكن السؤال هنا:
هل تصل هذه الوجبات الرمضانية إلى مستحقيها؟ .. وهل هذا العمل مثاب؟

نعلم جميعاً أن ثواب أي عمل عند الله، ولكن في مواضع كثيرة من القرآن والأحاديث القدسية أشار الله إلى عمل الخير، وشدد على ضرورة كتمان المرء لما ينفق في سبيله، لدرجة ألا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ولكن ما نراه اليوم أشبه بحملات إعلامية ضخمة لعمل هذه الجمعيات، لتسليط الضوء على نشاطها وللتحفيز على العمل التطوعي،
ولكن من المعيب بحق هذه المبادرات والقائمين عليها أن يجري توثيق تسليم الوجبات للمحتاجين، الأمر الذي قد يسبب الحرج لهذا المحتاج الذي لم يمد يده إلى أحد، فلو علم أن الهدف من إيصال هذه الوجبة إليه هو الظهور والتباهي لكان الموت أهون عليه من تسلق الآخرين على كتفيه ليظهروا بمكانة الشرفاء الذين يغارون على أهل وطنهم،
وهنا لا نشمل جميع المبادرات، فهناك من يسعى بشكل حقيقي وصادق لإرضاء الله بعمله دون أن ينتظر من أحد كلمة شكر.

عمل هذه الجمعيات يدل على وحدة الشعب السوري وتعاطف أبنائه وتعاضدهم فيما بينهم، وترسم صورة عظيمة للسوريين في أعين العالم أجمع، ولكن إذا احترمت عقول هؤلاء الفقراء قليلاً، وبنيت بشكل حقيقي على ثقافة التطوع، فالمتطوع دفعته عاطفته ونيته السليمة ليكون في هذا المكان،
دون أن يعلم ما تخفي صدور من دعا وأسس هذه المبادرات إن كانت صافية أو غير ذلك كما هو حال البعض، الذين تجاهلوا مقولة أن كتمان التعب في عمل الخير من كمال الإخلاص في الأعمال.

اللافت أن دعوات بعض المبادرات وسائل الإعلام لحضور افتتاح مطبخها مع أول أيام شهر رمضان، التي يتبادر لذهن المواطن أنها بصدد افتتاح مجموعة مطاعم أو فنادق، كانت برعاية حكومية،
الحكومة التي لم تقدم للمواطن في هذه الأزمة سوى زيادة في الأسعار وفرض المزيد من الضرائب والرسوم، دون أن تكترث اكتراثاً حقيقياً وجاداً بحاله ووضعه،
ودون أن تراعي الأزمة التي أصبحت شماعة بالنسبة لها لتعلّق عليها كل أخطائها وفساد بعض مسؤوليها.

 

 

العدد 1105 - 01/5/2024