الاستحمام بالماء الساخن والبارد معا من أجل صحّة جيّدة

يشيد الكثيرون بفوائد الاستحمام بالماء البارد، وكلما ازدادت البحوث حول الحمامات الباردة يجد العلماء المزيد من الفوائد الصحية.

وفي الواقع يجد العلماء فوائد عديدة للاستحمام بالماء البارد، وبضمن ذلك تعزيز الجهاز المناعي وتخفيف تدني الحالة المزاجية، ويقول الخبراء إن أفضل النتائج الصحية التي يمكن الحصول عليها لا تأتي من الاستحمام بالماء البارد فقط، ولكن بالتناوب بين الماء الساخن والماء البارد.

ويستغرق الاستحمام خلالها مدة 20 دقيقة، وذلك باستخدام الماء الساخن ما بين 3 إلى 4 دقائق قبل التحول فجأة إلى الماء البارد لمدة دقيقة واحدة، ثم تعاد الكرة.

هل للاستحمام اليومي عواقبه على الصحة؟
إذ إن الوقوف تحت الماء الساخن أو الجلوس بداخله لعدة دقائق يفتح الأوعية الدموية في الجلد والعضلات ويحسن تدفق الدم الغني بالأوكسيجين، أما التحول إلى الماء البارد لمدة دقيقة واحدة فيجعل الأوعية الدموية ذاتها تنقبض على الفور وتحدّ من تدفق الدم.

وعلى مدى 20 دقيقة، تخلق هذه الطريقة في الاستحمام آلية (الضخ) إذ يتدفق المزيد من الدم الغني بالأوكسيجين في العضلات والأنسجة بالقرب من الجلد، بينما ينسحب الدم غير المؤكسج (الدم الذي أودع الأوكسيجين في تلك العضلات والأنسجة)، من خلال الأوردة إلى الرئتين لجمع المزيد من الأوكسيجين.

وقد بينت البحوث أن لهذه العملية فوائد عديدة، وبضمن ذلك، على سبيل المثال، المساعدة على تقليل آلام العضلات بعد التمرين، فخلال ممارسة التمارين الرياضية، يقل تدفق الدم الغني بالأوكسيجين إلى العضلات، وبذلك يجري إنتاج الطاقة في غياب الأوكسيجين، فتنتج مادة تسمى حمض اللبنيك، الذي يسبب الألم ويمكن أن يؤخر الإحساس بالانتعاش بعد ممارسة الرياضة.

ووجدت دراسة نشرها العام الماضي المركز الطبي الأكاديمي في أمستردام، أن الاستحمام عن طريق التحول من الماء الساخن إلى البارد بشكل يومي، خفض الغياب عن العمل بسبب المرض بنسبة 30% تقريباً.

وأجرى الباحثون دراسة شملت 3 آلاف رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاماً، طلب منهم تحويل ماء الاستحمام من الساخن إلى البارد لمدة تصل إلى 90 ثانية مرة واحدة في الصباح، وأظهرت النتائج في الأشهر القليلة التالية انخفاضاً في عدد الغيابات والإجازات بسبب المرض.ويعتقد العلماء أن الانتقال من الماء الساخن إلى الماء البارد يعزز خلايا الجهاز المناعي التي تقاتل الأمراض.

وتؤكد الجمعية البريطانية لأطباء الأمراض الجلدية عدم وجود أية أبحاث تثبت أن هذه الطريقة العلاجية تمنع شيخوخة الجلد، ومع ذلك يقول جورجيوس العالم المتخصص في العناية بالبشرة في إحدى المصحات بلندن، إن العلاج بهذه الطريقة قد يساعد في تدفق الدم إلى الشعيرات الدموية الصغيرة التي تقع بالقرب من سطح الجلد، وتوفر له المغذيات اللازمة للحفاظ على بشرة مشدودة ومرنة.

العدد 1105 - 01/5/2024