آراء في الزيادة على الأسعار

الصحفي علي نفنوف (محرّر جريدة عمريت)، تحدث عن زيادة الأسعار قائلاً: مما لاشك فيه أننا نعيش أزمات متعددة، وهذا من بديهيات تبرير الغلاء أو ظاهرة ارتفاع الأسعار، وخصوصاً لتلك السلع المدعومة من الحكومة، لكني أرى أن المشكلة الحقيقية تكمن في الفساد المالي والإداري الذي ضرب أعناق المؤسسات الاقتصادية، والسؤال: لماذا يُطلب من المواطن فقط أن يضحّي بلقمة عيشه بينما امتيازات المسؤول وابن المسؤول وحراس المسؤول ومرافقيه لا تزال قائمة إن لم نقل إنها زادت في ظل الأزمة؟!

هناك مشكلة حقيقية لابد من  دراستها، وهي أن الراتب بالليرة السورية بينما المصروف بالدولار، وهذه مشكلة حقيقية.. ويبقى سؤال بسيط يطرحه الفقراء: كيف تجرأ هذا المسؤول على هذه الزيادات الخيالية ولم يكلف نفسه عناء التفكير بالراتب الذي لم يعد يكفي لشراء الخبز والفلافل فقط؟ أنا أرى أن هنالك محاولات اقتصادية سيئة من داخل المؤسسات الاقتصادية في الدولة مهمتها هدم ما لم يتمكن الإرهاب من هدمه من خلال استنفاد صبر المواطن، ودعني أقول في النهاية إن المشكلة ليست في الزيادة بعينها بل في الفساد وكيفية معالجته.

المهندس سمير أسعد (رئيس بلدية جنينة رسلان) يتحدث عن الزيادة بالقول: بالنسبة لأصحاب الدخل المحدود، فإن الأسرة المؤلفة من 3 أشخاص، وبافتراض أن رب الأسرة من الفئة الأولى راتبه 30000 يعادل راتبه (طاسة) مازوت وربطة خبز ونصف كيلو بندورة يومياً مع (جرتين) غاز! كدائرة حكومية أصبح التخبط عبئاً كبيراً جداً وباباً للسرقة من جهة أخرى، أضف إلى ذلك أنه مع توحيد سعره ووجود نقص في الكمية سوف تنتعش السوق السوداء في ظل الحاجة الماسة، وستستفيد من الموضوع شريحة محددة.

برميل النفط اليوم في العالم أقل من 50 دولاراً.. النفط يتهاوى ومشتقاته تطير عندنا، بالنسبة للبلدية تكاليف النظافة كبلدية تزيد على 200 ل. س للمنزل، والرسوم لا تتجاوز 25 ليرة، مما يرتب عبئاً كبيراً على البلديات، مع خلل كبير في القوانين من جهة تناسب الراتب مع العمل، إضافة إلى الأسعار وتالياً الضرائب.

 

 السيد عاطف دبّرها تحدث عن زيادة الأسعار والزيادة على الراتب بالقول: أنا كمواطن أرى أنه من خلال من أقرّ الزيادة، وأقصد هنا حماية المستهلك، كان يفترض أن نستشف الخير من هذا الاسم، لكن ما حدث كان العكس، فهل من المعقول أن يرتفع ثمن الكثير من السلع أضعافاً مضاعفة ترهق كاهل المواطن؟! ربما أجد مبرراً لزيادة سعر رغيف الخبز، على اعتبار أنه يكلف الدولة مبالغ طائلة، وهناك من يقوم باستخدامه علفاً وغير ذلك؟! كيف سيعيش المواطن الذي لا دخل له؟ بالنسبة للزيادة على الراتب 4000 ليرة ليست عادلة برأيي، فهناك في بعض الأسر رب الأسرة والزوجة موظفان يعني زيادة 8000 ليرة، وهناك أحدهما موظف 4000 ليرة، أما بالنسبة لغير الموظف، من أين سيطعم عائلته في ظل زيادة الأسعار؟! أرجو أن يمارس المسؤول دور الفلاح والعامل والمواطن لمدة سنتين كي يتعرّف على صعوبات حياة هذا المواطن.. ارتفاع الأسعار يؤثر على حياتنا، وسوف ينعكس سلباً على من لا دخل له.. ما أضحكني هو تبرير المعنيين  بأن الزيادة هي منعاً لتهريب المازوت للخارج، وهنا نسألهم: هل المادة موجودة ومتوفرة بالفعل لعامة الشعب؟! وهل الخبز والغاز يهرّب إلى الخارج أيضاً؟!

العدد 1105 - 01/5/2024