ملتقى أغافي: فنانون يحاكون حجارة الحضارة في متحف اللاذقية

 تقف كاميرا الحياة لبرهة من الوقت أمام مشهد من الإبداع والمحاكاة الإنسانية تنفذه مجموعة من الفنانين التقت أرواحهم في فسحة سماوية جمعت تحت سقفها حكايا الحجارة وعبق التاريخ، بين خضرة الطبيعة وجمالها، فحطّت الريشة وألوانها الرحال في أحضان المكان بشغف وعشق لتفاصيله… معيدة قصة حسناء اللاذقية (أغافي) التي ذبحها سلوقس نيكاتور وقدمها قرباناً للإلهة بناءً على رؤى الكهنة، ثم خلدها بعد ذبحها بتمثال من الذهب.

لذكرى أغافي السورية الجميلة ملتقى التصوير بالريشة بإبداع فنانين سوريين

بدعوة من مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة وبالتعاون مع وزارة السياحة أقيم ملتقى أغافي للتصوير الزيتي في حديقة المتحف الوطني في اللاذقية بين 20 و30 من شهر أيلول يومياً من الساعة 9 صباحا وحتى 5 مساء.

قام الفنان عماد كسحوت، مدير الفنون الجميلة، بتنظيم الملتقى الذي شارك فيه مجموعة فنانين من مختلف المحافظات السورية، هم: سوسن جلال، وعبد الحكيم الحسيني، وإسماعيل نصرة، وبولس سركو، وبشار البرازي، وأسمى الحناوي، ومحمد زيدان، وبسام ناصر، وعبد الله أبو عسلي، وسامي الكور، ورانيا كرباج، وكان ضيف الملتقى الفنان علي مقوص.

وقد رسم كل فنان لوحتين قياس 90/110 سم واستخدمت فيها ألوان الأكرليك والزيتي.

رؤى الفنانين المشاركين ولوحاتهم تتحدث

ركز الدكتور عبد الحكيم الحسيني على أجواء المتحف في عمل واقعي انطباعي، أما العمل الثاني فكان من ذاكرته وقد جسد فيه مقطعاً من قواعد العشق الأربعين، بينما أهتم بولس سركو بتجسيد رؤيتين لموضوع واحد هو تمثال ربة الينبوع السوري، وقد أظهر في الرؤية الأولى حركة الماء الموجودة في فستان التمثال مجردة، فتمددت في لوحة سركو على كامل الخلفية، واهتم في الثانية بدفق الماء من الجرة بشفافية وحضور قوي للأخضر مع الأحمر.

أما إسماعيل نصرة فقدم ثلاثة أعمال حاكى عملان منها بتعبيريته المعهودة حركتين شفافتين شاعريتين للمرأة، أما العمل الثالث فهو لمجموعة أطفال تحكي جزءاً من المعاناة الإنسانية السورية مع مسحة من الأمل على الوجوه.

وقدم عبد الله أبو عسلي في عمليه رؤية انطباعية جميلة لحديقة المتحف في واحدة منهما ولنهر بردى في الثانية.

أما سامي الكور فاشتغل على المشهد الذي أمامه في المتحف في واحدة من لوحاته، وفي الثانية من ذاكرته ولكن بأسلوب أقرب إلى التجريد على أرضية خشنة.

كما قدمت سوسن جلال عملاً مكوناً من باقة مشرقة من الزهور، وفي الثانية بورتريه لامرأة بدت من ألوانها وحركتها الساكنة وكأنها في حالة تعبّد.

أما أسمى الحناوي فاعتمدت على لمسات لونية صاخبة وجريئة في بناء تكوينات لوجوه من ألوان الطيف.

وعمل محمد زيدان على المساحات التجريدية اللونية في واحدة من أعماله، وعلى حركة الباليه الشفافة في الثانية.

أما بشار البرازي فقد أدخل جسد المرأة في واحدة من اللوحتين، والوجه في الثانية ضمن تكوينات هندسية متداعية الحدود وغارقة في الرمادي.

كما رسمت رانيا كرباج وجهاً لطفل ربطت بينه وبين عصفورين حركة زخرفية ذهبية اللون.

أما لوحة ضيف الملتقى الفنان علي مقوص فهي لمجموعة بشرية غائبة في الضباب الرمادي وكأنها تحكي مأساتنا.

انتهى الملتقى بمعرض وتكريم للفنانين المشاركين.

العدد 1105 - 01/5/2024