ربيع الكون يزهو احتفالاً بالأمهات

 تأبى الطبيعة إلاّ أن تتهيأ لاستقبال عيد الأم كعروس تستقبل عريسها تزينت بالورد والفل.. تأبى الشام إلاّ أن تنزع ثوب الإرهاب والحرب وما تواجهه من مؤامرات، لترتدي ثوب الكرامة بالتضحيات التي تُقدّم كل يوم من أزهارها، ليثبتوا لأمهاتهم وللعالم أجمع أنهم جديرون بأن يكونوا أبناء لأمهاتٍ يُمثلن رمزاً للكرامة والعطاء والمحبة والتضحية.

في الحادي والعشرين من آذار، تسير الدنيا كلها على إيقاع الحب والأمومة، الأمومة كلمة جامعة، هي عطاء ومحبة، هي رعاية وتوجيه، هي وفاء ودعاء، هي البسمة والدمعة، لقد قيل: (المرأة نصف المجتمع) كما قيل الكثير والكثير، لكن لا وصف يكفي أو يفي الأم، تعجز الأبجدية عن إنصافها، فهي باختصار الجنة، هي من احتضنت البشرية وأرضعتها وأورثتها صفاتها وحنانها.

إننا إذ نتوجه لأمهاتنا بالشكر والامتنان لجهودهن العظيمة وتضحياتهن، ولما يقاسين في ظلّ الحرب على وطننا، فإننا نترحم على أرواح اللواتي رحلن سواء تحت وابل قذائف الحرب ونيرانها، أو لإرادة الحياة.. تحية صادقة للمرأة الأم المربية والمعلمة والمهندسة التي تقف إلى جانب زوجها في كل الأوقات، للمرأة المُضحية من أجل أبنائها وأسرتها.. أكاد أن أجزم أن المرأة الأم هي تجسيد لعطف الله ورحمته على الأرض.. وفي هذه المناسبة العظيمة، ما من كلمات أصدق وأكثر تعبيراً من كلمات شاعرنا المبدع محمود درويش الذي عبّر بصدق ووفاء عن حبه لأمه في قصيدته إلى أمي، إذ رتّل بكل خشوع:

أحنُّ إلى خبز أمي وقهوةِ أمي ولمسةِ أمي.. وتكبر فيَّ الطفولةُ يوماً على صدر يومِ.. وأعشق عمري لأني إذا متُّ أخجلُ من دمع أمي..

العدد 1105 - 01/5/2024