من أجل تعزيز دور الحزب وتحوله إلى حزب جماهيري

على أبواب المؤتمر الثاني عشر للحزب الشيوعي السوري الموحد  

كان المؤتمر العاشر هو المؤتمر الذي أطلق هذا الشعار واتخذ قراراً بالعمل من أجل أن يتحول الحزب الشيوعي السوري الموحد إلى حزب جماهيري ذلك بنشاطه الفعال بين العمال والفلاحين والمثقفين والشباب وبتحسين تركيبه الطبقي.

وفعلاً شهدت السنوات 2006-2011 نشاطاً ملحوظاً في حياة الحزب السياسية وعلاقته بالجماهير، إذ تبنى مطالبها السياسية والاقتصادية والمعاشية وصعّد انتقاده للسلطة والفساد في كل جوانبه الإدارية والاقتصادية والسياسية.

ففي الجانب الإداري وقف في وجه التمسك بالإدارة والتمديد من أجل البقاء في الموقع القيادي والإداري، وأكد وجوب التقيد بقوانين التقاعد وكذلك وقف في وجه الصفة الحزبية للمديرين وطالب باعتماد الكفاءات العلمية والخبرة في العمل.

وفي الجانب الاقتصادي قاوم الليبرالية الاقتصادية وفنّد حيل وأساليب الطاقم الاقتصادي، وقلما خلت جريدة (النور) من دراسة أو تحليل أو نقد لهذه السياسة، وكرس جل اهتمامه للحفاظ على القطاع العام وتطويره ووقف بحزم في مواجهة بيع شركات القطاع العام، وأكد أنه لا توجد شركة خاسرة بل مخسّرة بفعل فاعل وطالب بتحسين أداء القطاع العام وتخليصه من البيروقراطية والروتين والمحسوبية

ودعم الحزب دور الدولة الرعائي والتمسك بسياسة الدعم الاقتصادي للجماهير الشعبية وكذلك التمسك بالتجارتين الداخلية والخارجية.

وفي الجانب السياسي طالب الحزب الدولة بالتوجه الجدي من أجل الإصلاح السياسي بدءاً من تطوير ميثاق الجبهة الوطنية التقدمية وتوسيع دورها في الحياة السياسية للبلاد، وإصدار قانون عصري للأحزاب، وأكد أهمية سيادة القانون وإلغاء القوانين الاستثنائية ورفع حالة الطوارئ وناضل بقوة في مواجهة الاعتقال الكيفي، وطالب دائماً بإطلاق سراح معتقلي الرأي.

إن توسيع الديمقراطية وتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية يمثل هاجس الحزب ومحور نضاله في تلك المرحلة.

لقد استشعر الحزب الخطر الداهم الذي يعصف بالبلاد في كل لحظة نظراً لتربّص الدوائر الإمبريالية والصهيونية العالمية بسورية واستهدافهم قتل الروح النضالية والوطنية عند الشعب السوري ونظراً للممارسات الفاسدة التي كانت تمارسها الحكومات السورية المتعاقبة، لذلك شدد الحزب نقده لهذه السياسات ورفع سقف المطالب السياسية، وقد استخدم الحزب كل الوسائل السياسية المتاحة من أجل إطلاق طاقة الجماهير الشعبية للوقوف في وجه هذه الممارسات والفساد الذي يستشري في البلاد واستخدم الحزب على أوسع نطاق المراكز الثقافية في مختلف المحافظات السورية لفضح ممارسات الحكومة وأرباب الفساد.

إن هذا العمل الواسع والنشاط الجماهيري في معظم المحافظات السورية شكّل حول الحزب إطاراً جماهيرياً تجاوب مع الحزب بالحضور الواسع في المراكز الثقافية والنقاشات والحوارات التي كانت تجري داخل المراكز الثقافية وخارجها..

وقد تبلور لدى النخب السياسية اتجاهان كبيران:

1- ضرورة التمسك بالقطاع العام ومقاومة الليبرالية الاقتصادية الجديدة.

2- ضرورة النضال الدؤوب من أجل التغيير الديمقراطي والانتقال بسورية إلى حياة سياسية أكثر عصرية وتقدمية وحضارية.

وجاء المؤتمر الحادي عشر فأكد متابعة هذه السياسة بقوة أكبر وبوسائل نضالية أكثر جدوى، والآن لنجعل من المؤتمر الثاني عشر محطة نضالية جديدة في سبيل:

1- متابعة النضال ضد الفساد من أجل الديمقراطية.

2- النضال ضد سياسة التقسيم والتفتيت التي تسعى إليها الإمبريالية العالمية بتدمير الشعب السوري اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، وإنهاك قواه وإخضاعه لسياسة الأمر الواقع.

3- مقاومة الإرهاب والقتل والتهجير والتمسك بالحل السياسي.

إن إمساك الحزب بهذه الثوابت سوف يحقق تقاطعاً كبيراً مع مصالح الجماهير بحيث يتحول الحزب إلى حزب جماهيري حقاً.

 

العدد 1105 - 01/5/2024