النواب الشيوعيون في مجلس الشعب: نمر: الظرف استثنائي ويستوجب إدارة بمستواه

عقد مجلس الشعب جلسة يوم الثلاثاء 31 آذار 2015 وألقى الرفيق حنين نمر، الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد كلمة قال فيها:

السيد رئيس المجلس.. الزميلات والزملاء الأكارم

إن الذي دار في جلسات اليومين السابقين هو أمر مهم، ويدل على روح عالية من المسؤولية والغيرة على المصلحة العامة وعلى الوطن، خاصة في هذا الظرف البالغ الخطورة الذي تتهدد فيه بلادنا وأمتنا العربية قوى صدامية شرسة ومجرمة، فإضافة إلى خطر الإرهاب التكفيري، برز خطر جديد يتمثل بتحوّل المملكة السعودية من زعيمة سياسية للرجعية العربية إلى زعيمة إجرامية مسلحة لها تجند بأموالها الحرام بلداناً عدة، دون أن نستبعد خطر تحالفها مع القاعدة والنصرة أو داعش ضد اليمن الشقيق، فهي لم ولن تتردد باستعمال أقصى درجات الضغط على سورية بالتنسيق مع تركيا والتنظيمات الإرهابية برعاية أمريكية.

إن هذا الواقع الحرج والدقيق يتطلب منا أن نحذر الوقوع في التشاؤم واليأس والإحباط، فالمعركة طويلة ومستمرة، وفي مجراها ستقع انتكاسات وتراجعات، وهي كرّ وفرّ في آخر المطاف، ومادام جيشنا الباسل يجابه العدو التركي الذي يستطيع بحكم الحدود الطويلة معه أن يُسرّب آلاف المقاتلين الأتراك والمرتزقة الأجانب المدججين بأحدث الأسلحة، فستظل تبرز إمكانية لحدوث انتكاسات، كما حصل في الاستيلاء على إدلب وعلى بصرى الشام المتاخمة للحدود الأردنية، إلا أن ذلك لا يغير من حقيقة أن المسار العام لجيشنا منذ عامين حتى الآن هو مسار ناجح، باعتراف الأعداء والأصدقاء.

والمشكلة الأساسية تكمن في الجبهة الداخلية التي لم نستطع، مع الأسف، أن نصلّبها لترتقي إلى مستوى المعركة الكبرى التي نخوضها، فما زلنا حتى الآن لا نجد الصيغة المناسبة لزجّ قوى الشعب في المقاومة، كما أننا لم نتمكن من وضع حد للفساد المستشري في البلاد والذي وصل إلى حدود الخط الأحمر، ولم نتمكن حتى الآن من تجنب خطر الوقوع في براثن تجار الأزمات الذين وصل جشعهم إلى الحد الذي لا يجوز الوصول إليه، ومازالت المعاناة الشعبية من الارتفاعات الفلكية في الأسعار في ازدياد مستمر، ومازال التلاعب بسعر صرف الليرة السورية جارياً على قدم وساق. ولم يوضع حد للمضاربات النقدية على يد الصيارفة الذين يسرحون ويمرحون.

السيد الرئيس:

إن الظرف الاستثنائي والخطير يستوجب إدارة بمستوى هذا الظرف، فلم تتوفر بعد معايير دقيقة وموضوعية لاختيار الوزراء والمديرين والمحافظين، ولم تتأمن بعد الصيغة المناسبة لإشراك القوى الوطنية وتوسيع دائرة اشتراكها في حكم البلاد.

إن تأمين كل هذه الأمور يلعب دوراً أساسياً في تقوية ظهير قواتنا المسلحة الباسلة ويخفف عنها أعباءً كثيرة، وهذا ما يدعونا إلى الانتباه إلى الحرب النفسية التي تشن على سورية والشائعات والمبالغات التي يجري الترويج لها.

إن قدرنا هو أن نصمد أمام هذه الهجمة التي تستهدف الدولة الوطنية السورية من جذورها، وأن نقوي قدرات جيشنا الوطني الباسل، وأن نُسرع في الوقت نفسه بإجراء الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والديمقراطية اللازمة، وشكراً.

 

مداخلة الرفيق ماهر الجاجة

وكان الرفيق ماهر الجاجة ألقى مداخلة في جلسة مجلس الشعب يوم الاثنين 30/3/2015 هذا نصها:

السيد الرئيس:

جلسة الأمس كانت جلسة مهمة جداً، وكما هو معروف تركزت في بعض منها حول ما جرى في إدلب وفي بصرى الشام، وهذا حق مشروع لكل عضو أن يدلي برأيه حول ما جرى، وما جرى ليس بالأمر السهل علينا جميعاً، لكنني أقول: في كل الحروب التي جرت في التاريخ فيها الكر والفر، فيها الانتصارات الحاسمة، وفيها الهزائم الفادحة، لكن المهم كيف تجري مسيرة الحرب وبأي اتجاه نسير.

إن الحرب الدائرة في سورية ورغم خصوصيتها نسير ونتجه نحو النصر الحاسم رغم بعض التعرجات.

أريد أن أقول هنا: كل إنجاز ونصر عسكري يجب أن ندرس عوامله ومكوناته، نقاط القوة فيه ونقاط الضعف، للاستفادة من ذلك في المعارك اللاحقة، وكل انتكاسة أو هزيمة مهما كان حجمها يجب أن تدرس أيضاً للكشف عن عوامل الهزيمة، هل هي موضوعية أم ذاتية أم الاثنتان معاً.

ربما في إدلب تقدمت العوامل الذاتية على العوامل الموضوعية، وهذا تقدير، والأيام القادمة ستكشف ما هو غير معروف لدينا إذا تمت دراسة ما حدث بكل موضوعية.

زملائي الكرام.. علينا أن نأخذ بالاعتبار أنه كلما اقتربنا من مؤتمر الحوار السياسي في موسكو سنشهد تصعيداً أمنياً بهدف التشويش على المؤتمر وإضعاف نتائجه.

وفيما يرتبط بالحكومة عليها أن تتخذ خطوات جادة ومسؤولة للتخفيف عن هذا الشعب الصابر والصامد والمقاوم، لأن الكثير من القرارات التي صدرت عن الحكومة زادت الوضع الحياتي لملايين الناس تفاقماً، هذا لا يخدم صمود شعبنا العظيم.

أما ما يرتبط بوزير الصحة، فقد تحدث عن الأدوية وضعف مراقبتها لعدم مطابقتها للمواصفات، عدا غلاء أسعارها الفاحش.

العدد 1104 - 24/4/2024