الإرهاب يتصاعد.. والبعض يضع شروطاً لانتمائه إلى سورية!

الكثيرون هللوا لسيطرة الإرهابيين على هذه المدينة السورية أو تلك، فالداعمون الخليجيون والأتراك يعدون ذلك نصراً يمهد لانتصارات أخرى، ونراهن هنا أنهم سيضاعفون دعمهم ومساندتهم بكل الطرق والأساليب أمام عيون المجتمع الدولي.. فالقرارات الأممية لا تعني شيئاً لمثل هؤلاء، لكنها تطرح آلاف الأسئلة عن المكاييل التي يعتمدها حكام الولايات المتحدة وأوربا لتأمين حاضر البشرية ومستقبلها بأسرها، لأن حرصهم على معاكسة منطق الحياة.. والعلم.. والتطور ومساندتهم للإرهابيين، سيؤدي إلى انتشار العنف والإرهاب والفاشية لا في بلد واحد فحسب، بل في العالم كله.. فمن يدعم سكان المغاور وأفكارهم السوداء ومخططاتهم الإرهابية الذاهبة إلى استحضار التخلف والتكفير والجهل وتهديم منجزات الحضارة الإنسانية، لن يبقى بمنأى عن مفاعيل هذه المخططات واستهدافاتها.

نقول هذا، في الوقت الذي تعلن فيه تركيا أردوغان بدء تدريب الإرهابيين (المعتدلين) في التاسع من أيار الجاري، وفق المخطط الأمريكي الخليجي التركي، مستبِقين أي مسعى سلمي لإنهاء الأزمة السورية.

لقد دفعت البشرية ثمناً باهظاً للقضاء على النازيين والفاشيين، وما احتفال العالم بالذكرى السبعين للانتصار على النازية في 9 أيار الجاري، إلا دليلاً على ما قاسته شعوب العالم من ويلات سببها التطرف الفكري والعرقي والقومي المعادي لكل المبادئ الإنسانية.. لكن المفارقة المبكية.. المضحكة أن حكام القطب الأوحد وأوربا يمضون في دعمهم لمن يبعث هذه الأفكار النازية.. الفاشية من جديد.. إنهم يسعون إلى حرب كونية جديدة.. فالأمن والاستقرار يضران بآلتهم المالية.. الحربية.

جميع هذه المؤشرات الواضحة على تصعيد الدعم للإرهابيين لا تراها عيون بعض السوريين في الداخل والخارج، فالحرص على المصالح الضيقة والتكسب من وراء الأزمة، ووضع الشروط (السلمية) قولاً، والتي تصب في مخطط الإرهاب فعلاً، لا يعني إلا أمراً واحداً: إنهم يضعون شروطاً لانتمائهم إلى سورية الوطن.. الكرامة.. السيادة.. الأرض.. التآلف.. المستقبل الديمقراطي العلماني.. في الوقت الذي يهدد فيه الإرهابيون جميع هذه القيم السامية العليا.

تقدم الإرهابيين في بعض المناطق لن يستمر، ونحن واثقون من قدرة شعبنا وجيشنا على الصمود والمواجهة والتقدم، رغم الدعم اللامحدود الذي يناله الإرهابيون من التحالف الدولي المعادي لسورية.

مزيد من الدعم لجماهير الشعب السوري.. وإصرار أكثر على حل مشكلاته المعيشية والاجتماعية، وجدية في مواجهة مستثمري أزمة الوطن والشعب.. ولجم حقيقي للفساد والفاسدين، وتطبيق الدستور فيما يتعلق بالحريات العامة، كلها إجراءات ستساعد جماهيرنا وجيشنا على الصمود وقهر الإرهاب.

إن شعبنا الذي عُلّق أبطاله ومفكروه على أعواد المشانق في 6 أيار عام 1916 وتبعهم بعد ذلك آلاف الشهداء الذين بذلوا دماءهم من أجل الاستقلال والحفاظ على سيادة البلاد وقرارها المستقل.. هذا الشعب قادر على  الانتصار.

العدد 1107 - 22/5/2024