يوم فرح السوريون

العاشر من شباط من عام 2018 هو تاريخ سجله السوريون وحفظوه بدموع فرحهم، وسيسجله العالم بأسره. هي لحظة لطالما انتظرها السوريون والأحرار في العالم. فقد كان فيه إسقاط طيارة (أف 16- الصقر المقاتل) التابعة لجيش الاحتلال الصهيوني من قبل الدفاعات الجوية لجيشنا السوري..
لم يعط الشعب السوري فرحته بهذا الإنجاز لأحد، ولعلها تعادل ما يمكن أن يفرحه في حال انتهاء الحرب على سورية، فبعد سلسلة من الاعتداءات المتكررة من قبل الكيان الصهيوني على الأراضي السورية منذ بداية الأزمة التي تمر بها البلاد، وبعد الكثير والكثير من البيانات والتنديد، ومن الاحتفاظ بحق الرد من قبل الدولة السورية وغيرها من أشكال الإدانة التي باتت تشكل مادة دسمة للانتقادات من قبل أي مواطن سوري غيور على بلده
أو من قبل بعض الشامتين ومدعي الوطنية، جاء هذا الرد السوري لينعش ويحيي فخر هذا الشعب الذي يعاني من ويلات حرب فرضت عليه كل يوم دعماً لمصالح الإمبريالية الاميركية وذراعها الصهيوني الدائم في المنطقة
لربما حالت مجريات الحرب على سورية دون الرد على الاعتداءات السابقة، ولربما كانت تلك إجراءات تكتيكية للقيادة العسكرية، إلا أن الاستياء الشعبي كان يبلغ ذروته مع كل عدوان، فجاء هذا الإنجاز ليروي ظمأ كل تواق إلى الرد على هذا الكيان الغاصب، وليؤكد الثقة التامة بالقوات المسلحة السورية حامياً لسورية من كل اعتداء داخلي أو خارجي.

. لقد شكل هذا الإنجاز منعطفاً جذرياً في مجريات الصراع مع العدو الصهيوني الذي صدم به، خاصة أن آخر طيارة أسقطت له كانت في عام ،1982 فجاءت تصريحات مسؤوليه بين ارتباك وتخبط ومناشدة للتهدئة..
كما حمل الرد السوري معه رسالتين، الأولى للصهاينة وكل من يشد على يدهم وكل متوهم بقوتهم وجبروتهم، والثانية للولايات المتحدة الأمريكية عرّابة هذا الكيان وراعية مصالحه في العالم، فأكد الرد أن المساس بالسيادة السورية سيكلف الكثير، وأن سورية بجيشها وشعبها على أهبة الاستعداد لمواجهة العدو الصهيوني وداعميه، كما تواجه الإرهاب المنظم كل يوم..

 لقد حاول الكثيرون تسخيف هذا الإنجاز والعمل على التقليل من أهميته أو نسبه لجهات أخرى، ولكن هذه الألاعيب باتت مكشوفة، فغالبية السوريين باتوا مدركين للحقائق، وقد رفع هذا الرد من معنوياتهم، وكان البوصلة التي أعادت الثقة للكثيرين.، كما شكل مدعاة فخر للشعوب العربية التي تأبى الذل من قبل العدو الصهيوني.

إن هذا الإنجاز هو تأكيد جديد للالتزام بمقاومة العدو الصهيوني ومقاومة كل أشكال الاعتداء على الأراضي السورية بكل الوسائل الممكنة، وتأكيد التمسك بالأرض والمحافظة على سيادتها ضد كل معتد، ولعل الحلويات التي وزعها السوريون في الشوارع ابتهاجاً بالخبر الجميل خير دليل على ذلك.

 

 

العدد 1104 - 24/4/2024