لافروف: نستغرب رفض واشنطن اعتبار الحكومة السورية شريكاً في محاربة داعش

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الغارات الجوية وحدها لن تقضي على تنظيم (داعش) الإرهابي في العراق وسورية، داعياً إلى توحيد الجهود في هذا المسار وإشراك الحكومة السورية فيها، مستغرباً رفض واشنطن اعتبارها شريكاً في محاربة التنظيم الإرهابي.

ونقل موقع (روسيا اليوم) عن لافروف قوله في مقابلة مع قناة (روسيا 24) بثت يوم الجمعة29 أيار 2015: (إننا ننطلق من أن الائتلاف الذي شكّله الأمريكيون يستهدف مواقع (داعش) في العراق بموافقة سلطات هذا البلد.. أما في سورية فهو يعمل دون أن يبلّغ السلطات أو يطلب إذنها، وذلك طبعاً يمثل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي).

وتحدث لافروف عن الائتلاف الذي شكّلته واشنطن بذريعة محاربة (داعش): (يوجه الائتلاف الضربات لكن الجميع يقرّون باستحالة دحر (داعش) بالغارات الجوية وحدها، وبأن تحقيق هذه المهمة سيتطلب في جميع الأحوال إجراء عمليات برية.. وإنني لا أتصور كيف يمكننا أن نقوم بذلك دون مشاركة الحكومة السورية في الجهود المشتركة)، معرباً عن استغرابه رفض واشنطن اعتبار الحكومة السورية شريكاً في محاربة تنظيم (داعش) الإرهابي (على الرغم من أن الأمريكيين لم يروا أي عقبات منذ عام عندما تعاونت دمشق مع المجتمع الدولي في إتلاف الأسلحة الكيميائية).

وتابع وزير الخارجية الروسي: (علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن العديد من الجماعات الإرهابية الأخرى شرعت بمبايعة (داعش)، مشيراً إلى أن الغارات على اليمن لم يستفد منها أحد لتعزيز مواقعه باستثناء تنظيم القاعدة الارهابي.

ولفت لافروف إلى قيام الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي في العراق بتنسيق عملياتها لاستعادة المدن والأراضي التي وقعت تحت سيطرة تنظيم (داعش) الإرهابي، معبراً عن ثقته باستعداد الحكومة السورية للعمل في هذا المسار أيضاً.

وبيّن لافروف أن روسيا طرحت فكرة إجراء تحليل شامل للمخاطر الإرهابية برعاية من مجلس الأمن الدولي لاتخاذ موقف موحد من قبل المجتمع الدولي إزاء الإرهاب، موضحاً أن هذا الاقتراح يرمي إلى منع تكرار ما حدث في ليبيا، حيث شنت الدول الغربية حملة غارات بغية تغيير النظام وانتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي، وعملت على تسليح المعارضة بغض النظر عن الحظر الدولي، وفي نهاية المطاف تسببت الأزمة الليبية بظهور قضايا كبرى في مالي ودول أخرى في المنطقة.

واعتبر لافروف أن الخطوة الأولى يجب أن تتعلق (بوضع استراتيجية موحدة لمحاربة الإرهاب على أساس تحليلات نزيهة مشتركة تجري برعاية مجلس الأمن الدولي)، أما الخطوة الثانية فيجب أن (تتمثل في إصدار قرارات تشرّع الإجراءات الرامية إلى التصدي للخطر الإرهابي).

وأشار لافروف إلى أن مثل هذه الاستراتيجية يجب أن تعتمد على 3 نقاط، وهي تقديم دعم دولي قوي للدول التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية ومشاركة دول أخرى راغبة في المساعدة في جهود مكافحة الإرهاب تعمل على أساس تفويض صادر عن مجلس الأمن، وتنسّق عملياتها مع الحكومات الشرعية في الدول التي تجري فيها تلك العمليات، إضافة إلى تقديم الدعم للدول التي تواجه الخطر الإرهابي بصيغ أخرى، موضحاً في هذا الصدد أن روسيا شرعت في تقديم مثل هذه المساعدات، وهي العمل على تعزيز قدرات جيوش العراق وسورية ومصر والقوات المسلحة للدول الأخرى في المنطقة والتي تواجه الإرهابيين.

وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية قال لافروف: إن الدول الغربية الرئيسية كلها التي تتابع الوضع في أوكرانيا باتت تتفهم أن تصرفات السلطات الأوكرانية هي العقبة الرئيسية أمام تطبيق اتفاقات مينسك السلمية، مضيفاً: (يتخذ الغرب موقفاً مفاده سنرفع العقوبات عن روسيا إذا طبقت اتفاقات مينسك).. وكأن روسيا وحدها وقعت على اتفاقات مينسك وهي الجهة الوحيدة الملزمة بتنفيذها).

وأكد لافروف أنه يجب حلّ قضايا الشرق الأوسط بالاعتماد على الحوار الوطني الشامل، مشيراً إلى أن خطر تنظيم (داعش) يمثل تهديداً للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، والعالم ويجب تكثيف جهود الحرب على الإرهاب.

العدد 1107 - 22/5/2024