قاسيون

ها نحن في دمشق..

لا أعرف لماذا نقف أمامها صاغرين

وكأننا أولادها الصغار المذنبين

ولماذا نحن الذين نحبها نبدو منها خائفين

مادمنا واثقين

أنها ستقبلنا.. كما في كل مرةٍ

مجرمين وتائبين

ها نحن في دمشق..

وهذا ابنها الوحيد لشقيقات كثيرات

كم هو سعيدٌ بهنّ الآن

إنه الأخ الحنون

ففي كل يوم.. يقرأ أسماءهن على فوانيس السرافيس

ليطمئن أنهم ما يزالون

على قيد الحياة!

أعجبته الوحدة

فهو اليوم شاهد العيان الوحيد

على أول جريمةٍ في التاريخ

فحين أنجبته الشام

قتل الأخ أخاه… فشهق حزناً على القتيل

وبقي فاغراً فاه في مغارة الأربعين

يقول لكل من يراه: هنا قابيل قتل هابيل

أما دمشق فما كان منها

إلا أن تسمي ابنها (قاسيون)

لتعرف الآلهة..كم هم البشر

قاسيون!

العدد 1105 - 01/5/2024