طعم العلقم… في عنب الحرب!

رائحة التغيير التي حلم بها المواطن لأيام وشهور طويلة وضجّت بها صفحات التواصل الاجتماعي وفضاء السايبر، لم تكن سوى حلم بليلة ربيعية في لهيب آب الذي أحرق كل دفاتر الأمنيات ومذكرات أحلام شعب مازال يكافح.. ويقاوم وهو صامد بوجه نيران الحرب الحارقة رغم أنينه ووجعه الذي يكبحه بغصة ودمعة تحترق في روحه. التغيير لم يحصل أبداً فالحقيبتان الوزاريتان لم يكونا شيئاً جديداً أبداً، فالوزيران الجديدان من جسد الوزارة نفسها لم يؤتَ بأحد من خارج السرب. هذا واقع لا يمكن إخفاؤه أبداً ولكن الأسوأ من كل هذا والذي أوجع المواطن وصفعه بقوة هو القرارات الأخيرة الصادرة عن الحكومة السورية والتي زادت من الطين بلة لتجعل المواطن مرة أخرى في قاع وحل القرارات المجحفة من قرار تخصيص مبلغ 300 ألف ليرة سورية للمحروقات الخاصة بسيارات كل وزير، وهذا دون الأشياء الإضافية كتغيير الزيت والصيانة وغيرها، إلى رفع سعر الدواء الوطني بنسبة 50% ومحاربة محافظة اللاذقية للفقراء الكادحين بلقمة عيشهم وإزالة بسطاتهم لإرضاء بعض المتنفذين من أصحاب المصالح في المحافظة وغيرها، إلى تحليق الدولار مرة أخرى متجاوزاً 310 ليرات سورية ليرتفع معه كل شيء مرة أخرى وبأرقام قياسية وآخرها تغيير حقيبتين وزاريتين، بينما تستكمل قذائف الهاون وصواريخ الحقد المتشدد التكفيري الإرهابي جرائمها بحق المواطنين السوريين، والنزوح غير الشرعي شرعته دول الغرب وفتحت أبواب المتوسط للسوريين الذي باتت أحاديث صبحياتهم وأمسياتهم لا تخلو من الحديث عن ألمانيا والسويد وبأنها باب الجنة لمعاناتهم اليومية التي يعيشوها بسبب قرارات الحكومة وحربها التي تنفذها ببرودة أعصاب على معيشة المواطن السوري البسيط وحرمانه من أبسط حقوقه الحياتية الصغيرة.

العدد 1105 - 01/5/2024