غزو سورية يستهدف حماية إسرائيل أولاً وأخيراً

 نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطينية (فتح)، بتاريخ12/11/2015  اجتماعاً جماهيرياً واسعاً، بمناسبة الذكرى ال11 لاستشهاد المناضل ياسر عرفات. وقد حضر اللقاء وفد من قيادة الحزب الشيوعي السوري الموحد، ضمّ الرفاق: حنين نمر، الأمين العام للحزب، ونجم الدين خريط، وإسماعيل حجّو، عضوي المكتب السياسي للحزب.

وقد ألقى الرفيق حنين نمر، الأمين العام للحزب،كلمة في هذه المناسبة، هذا نصها:

أيها الحضور الكريم؛

يسرّني أن انقل إليكم تحيات المكتب السياسي لحزبنا الشيوعي السوري الموحد، الذي يقدّر الشهادة والشهداء حقّ قدرهم، ويعتز بما قدموه من تضحيات لصالح حركة التحرر الوطني العربية والفلسطينية بشكل خاص، وكان من أبرز رموزها الشهيد المناضل ياسر عرفات (أبو عمار) الذي أبى أن يطأطئ رأسه للصهاينة المجرمين، فمات وهو يرفع شارة النصر.

تمر الذكرى الحادية عشرة لاستشهاده، والوضع الفلسطيني والعربي في أشد المراحل دقة وخطورة.

إن الكيان الإسرائيلي قد حزم أمره تماماً، وهو لن يعيد للشعب الفلسطيني أي حق من حقوقه، رغم الالتزامات والمعاهدات والتفاهمات الزائفة التي وقّعها مع الجانب الفلسطيني، وتأكد ذلك من خلال الخديعة الكبرى المسماة اتفاق أوسلو التي لم ينفّذ منها أيّ التزام يذكر طوال عشرين عاماً، بل بالعكس فهو يفرض الشروط التعجيزية تلو الشروط، وينتقل إلى مرحلة نوعية جديدة من مراحل المخطط الصهيوني وهي مرحلة تهويد فلسطين، كل فلسطين، وبناء الدولة العبرية اليهودية الكبرى على أنقاض ما بقي من فلسطين.

لكن الشعب الفلسطيني الذي برهن أنه شعب الجبارين وأوقد شعلة الثورة الفلسطينية منذ عام 1965 مايزال يقاتل حتى الآن ويصنع الانتفاضة تلو الانتفاضة، بما ملكت يداه من وسائل، إن شعباً عرف طريقه إلى العزة والاستقلال الوطني لن يُهزم، وستبقى راياته ترفرف فوق أرض الوطن.

إن الغطرسة الإسرائيلية ماكان لها أن تشتد لولا الدعم الأمريكي لها والمتواصل منذ أكثر من سبعة وستين عاماً. لذلك فإن على الذين مازالوا يراهنون على موقف عادل قد تقفه الإدارات الأمريكية المتعاقبة، أن يتخلوا عن رهانهم الخاسر سلفاً، فالحلف الصهيوني مع الرأسمالية الأمريكية، هو حلف لن تسقطه إلا استمرارية الثورة الفلسطينية وزيادة تلاحمها مع القوى والدول الوطنية العربية والدول الإقليمية والعالمية المناهضة للإمبريالية.

تمر هذه الذكرى والشعب السوري ودولته الوطنية المقاومة، تخوض، منذ خمس سنوات، حرباً من أشرس الحروب ضراوة ضد المؤامرة الأمريكية – الأوربية والتركية والرجعية العربية على سورية، الهادفة إلى تحطيم كيانها وتفتيته إلى دويلات عرقية ومذهبية متقاتلة فيم بينها، ويندرج ذلك أيضاً ضمن مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي يرمي إلى تقسيم الدول العربية أيضاً وتجزئتها لتصبح إسرائيل سيدة المنطقة العربية بكاملها. لقد خُدع بعض المواطنين العرب في بادئ الأمر بالأكاذيب الأمريكية والرجعية العربية والتركية التي تاجرت زوراً وبهتاناً بشعارات براقة سرعان ما انكشفت أمام وهج الحقيقة، وتبين للقاصي والداني أن الذين يعيشون خارج التاريخ، ويحرقون الناس وهم أحياء ويدحرجون رؤوس القتلى، ويأكلون أكبادهم، ويغتصبون النساء ويدمرون المستشفيات ومحطات الكهرباء وينهبون النفط، لا يمكن أن يكونوا رُسل حرية، ولو كانوا كذلك لكان الأجدر بهم أن يتوجهوا صوب إسرائيل. إن هذا المشروع التكفيري، الذي غزا سورية منذ خمس سنوات، هو جزء من المشروع الإمبريالي ولكن بأدوات تكفيرية خادعة.

إن الهدف من وراء غزو سورية، أيها الإخوة والرفاق، هو حماية إسرائيل أولاً وأخيراً، ومن لم يدرك ذلك بعد فهو يعيش في عالم الأوهام.

إن الشعب السوري ودولته الوطنية وجيشه الباسل، بقيادة الرئيس بشار الأسد، يخوضون المعركة الآن باسم العروبة وفلسطين، إن سورية تدفع الآن ضريبة الدم لقاء دفاعها عن عروبة فلسطين واستقلالها وحريتها. إن السوري والفلسطيني الآن في خندق واحد كما كانوا عبر التاريخ وسوف تنتصر قضيتهم العادلة والمشرّفة.

المجد والخلود لشهداء سورية وفلسطين..

عاشت سورية وعاشت فلسطين..

العدد 1107 - 22/5/2024