المعرّي والمرأة.. رؤية جديدة

لمّا كانتِ المرأة نصف المجتمع، فلا بدّ أن تحظى بالاهتمام من شرائحه الاجتماعية كافة، ومن جميع النواحي الحقوقية، والاقتصادية، والفكرية، وفي الأدب بعامّة والشعر بخاصّة.مما يستوجب احترام وظيفتها في المجتمع زوجة وأماً وأختاً وابنة،

لقد كان للمرأةِ – منذ القدم – حضورٌ كبيرٌ، وحيّزٌ واسعٌ في الشعر، إذ اتجه إليها الشعراءُ فتغزّلوا بها حبيبةً، وتغنّوا بجمالها عشيقةً، فوصفوها بأجمل الصفات، وشبهوها بأحلى المشبّهات، ونظموا فيها أجمل القصائد، فتناولوها زوجة طاهرة، وأسبغوا عليها حلل الفضيلة والكمال، ونظروا إليها أمّاً فاضلة، ومربّية حانية، وكانت المرأة محور قصص مغامراتهم، وغزواتهم الغرامية، ومصدر نسيبهم وغزلهم.

أمّا الغزل فقد تراوحت أغراضه بين قطبين: العذري القائم على العفة والشوق والحبيب الواحد، فولّد مدرسة العذريين، وعلى رأسها الشاعر جميل بثينة، والإباحي المادي أو ما يسمى بالغزل العُمري، متمثّلاً بالشاعر عمر بن أبي ربيعة الذي وجد في الوصف الحسي إشباعاً للرغبة الحيوية في النفس البشرية، فأين هو شاعرنا أبو العلاء المعري من هذين القطبين، أيكون في صفّ أحدهما، أم يحلّق خارجهما، في سرب خاص وفي فضاء غير فضائهما؟

قبل البدء لا بد من سؤال، هل كان شاعرنا أبو العلاء المعري شاعرَ غزل؟ في الحقيقة لم يصلنا من شعر الغزل لدى المعري إلاّ القليل لكنه شعر معبر ومتين، فمن اطلاعنا على سيرة حياته، لم نجد له حبيبة تغزّل بها، ولا زوجة سكن إليها، وجُلّ ما ورد على لسانه بشأن المرأة لَم يكن سوى مقطعات فنية نظمها ليثبت أنّ له موطئ قدم في هذا المجال. وقد أشار د. طه حسين إلى هذه الحالة في كتابه (تجديد ذكرى أبي العلاء) حين قال:

(نظلم أبا العلاء إذا وصفناه بإجادة الغزل، وإنّما هو رجل ضرير مفجع قد تملّكه الزهد، فلم يرقص قلبه لموعد وصال، ولم يسمع أحاديث الغيد الحسان، ولا شرب من رهينة الدنان، وما أطلق لسانه من غزل ونسيب، إنما هي مقطوعات نظمها نظماً فنياً، لا مدخل للقلب فيه) (1):

فلو أخذنا على سبيل المثال لا الحصر قصيدته التي مطلعها:

مَغَانِي اللّوَى مِنْ شَخْصِكِ الْيَوْمَ أَطْلاَلُ

وَفِي النَّوْمِ مَغْنًى مِنْ خَيَالِكِ مِحْلاَلُ

مَـعَـانِيْــك شَتَّـى وَالْعِبَـــارَةُ وَاْحِــدٌ

فَطَــرفُك مُغْتَالٌ، وَزِنْــدُك مُغْتَالُ (2)

تراه يخلط فيها بين الغزل بالمغاني والغزل بالمرأة، وسيبدو ذلك جلياً فيما سيأتي من أبيات، ويبدو جمال البيتين باستعارة الشاعر للنوم مغنًى يحلُّ به الخيال. أمّا معاني الحبيبة فهي كثيرة، ويكفيك جمالاً أنّها تغتال المحبين بصفاء عينيها، وتغريهم بامتلاء زنديها العبلاوين.

لهذا سنجد لدى المعرّي خطوة متقدمة في غزل وهمي، لا أثر له إلا في خياله، وقد يكون حقيقياً أخفاه الشاعر لأمر ما، يتراوح بين الوهم المتخيّل، والواقع المخفي. لكنّه يبقى غزلاً له صفات النسيب العذري من عفة ورقةٍ وجمال، يوحي بمقدرة فائقة للمعري في تلمّس كل أغراض الشعر بجدارة، وإن كانت تلك المقطوعات قد نظمها في طوريه الأول والثاني، قبل أن يعتزل في بيته بالمعرة، حيثُ ستخفت تلك الإطلالات ليحلّ مكانها ذلك الحب الشديد للمرأة، والمكبوت داخله، ليحوّله إلى نقد لاذع، وتحذير مبالغ فيه، في عصر ساد فيه الفساد وانحدرت القيم والأخلاقيات، ظنًّا منه بأنها الطريقة المثلى لترعويَ المرأة عن غيّها، وتتجه نحو الصراط المستقيم.

فهل لنا أن نتكهّن بأن الشاعر المعري قد أحب يوما إحداهنّ، ولكنها رفضت حبّه وصدّته عنها، فأخذ هذا الموقف، وهو القائل:

مِنْكَ الصّدُودُ ومنّي بالصّدودِ

رِضًـا مَنْ ذَا عَلَي بِهذا في هواكَ قَضَى

بي مِنْكَ ما لَوْ غَدَا بالشّمْس

ما طَلَعَت مِنَ الكآبَـة أو بالبَرق مَا وَمَـضَا

لاشك في أنّ المعرّي قد عوّض عن المرئيات البصرية بمرئيات معنوية، فاستمطر خياله مما قرأ وسمع من أحاديث الناس، وها هو ذا يفتتح قصيدته بالوقوف على النؤي والأحجار، لا ليبكيها كغيره، بل ليبكي هنداً حيث تحلُّ:

حَيِّ من أَجلِ أَهْلِـهِن الدّيارا

 وَابْكِ هِنداً لا النُّؤيَ والأَحْجَارا

لقد قدّم المعرّي في بداية حياته الشعرية شعراً غزلياً مميّزاً في رقته وجماله بغض النظر عن واقعيته، أو إعمال الخيال فيه، كما قال الدكتور طه حسين، فلو تلمسنا غزله في تلك القصيدة سنراه يطلب السّقيا لكأس لامس فَماً مثل خاتم من درٍّ، لم يقبّلْهُ مدلّهٌ مختالٌ بنفسه، فهو منيع عن التقبيل، ويمعن في وصفها، فيخال أنّ زهر الْخُـزامَى قدْ جُمّع لتلك الحبيبة حلّة تلبسها، فكانت عليها سربالاً من طيب ولون:

فَسُقْيا لِكَأْس مِنْ فَـم مِـــثْل خَاتَمٍ

مِــنَ الـدُّرِّ لَم يَهْمُم بِتَقْبِيْلِه خَاْلُ (3)

كَأَنّ الْخُـزامَى جَمّـعَـتْ لَـك حِلَّــةً

عَليْكِ بِها في اللّوْنِ وَالطِّيْبِ سِرْبَاْلُ

ثم يشير إلى حيّ تلك الحبيبة، فهي من بني كلاب، يُحيّيها الناسُ مسافرين وعائدين عن

الشاعر. وتلك التحية هي من ودّ خالص، من قلب مُحِبّ ملوّع، عذبة لذيذة، صافية بل أكثر عذوبة من ماء الفرات:

مَتَى يَنْـزِلُ الْحَيُّ الكِلاَبِـي بَاْلِساً

يُحَيِّيْـكَ عَنِّــي ظَاْعِنُوْن وَقُفَّـاْلُ (4)

تَحِيَّــةَ وِد مَـا الْفُـرَاْتُ وَمَــاْؤُهُ

بِأَعْذَبَ مِنْــهَا وَهْوَ أَزْرَقُ سِلْسَاْلُ

إذاً، فغزل المعري برأي د.طه حسين عمل فنّي، وهذا ما لا أراه على الرغم من موقف المعري العدائي المتأخر من النساء، إذ أشار إلى ذلك في مطلع شبابه، حين حذر من النساء، لهذا لا غرابة أن يكبت مشاعر الحب والهوى لديه وهو كهلٌ، وأن يقتل تلك الغريزة الوحشية التي طالما دفنها، وأخفاها، بخاصّة بعد اعتزاله. وقد أشار إلى ذلك الكاتب زكي المحاسني بقوله: (كانت غريزته الجنسية المكبوتة، الغائرة في سرائر نفسه، تطفو حينا بعد حين، فيدفعها إلى أعماقها، فتغور ثانية حيث كانت خافية، وقد أشار المعري إلى ذلك في وصف غريزته حين كتب إلى خاله قائلاً: (وأنا كما عُلِم، وحشي الغريزة، إنسيّ الولادة) (5)

وإذا ما تابعناه في القصيدة السابقة، وتحرّينا الليل الذي وصفه فيها، سيخبرنا أنّه سار في تلك الليلة والهلالَ، كميّت قُبِضَتْ روحُه وعاد إلى الحياة، فلاحت له مع كواكبها صبيةً من خود الزنج، تقلّدت وشاحاً من النجوم:

وَلَيْـلَةٍ سِرْتُ فِــيْهَا وَابْــنُ مُزْنَتِـهَا

كَمَيِّـت عَـاْد حَـيَّا بَعْـدَمَا قُبِـضَا (6)

كَأَنَّمَـا هِيَ إِذْ لاَحَتْ كَوَاْكِبُـهَا خُودٌ

مِنَ الزِّنْجِ تُجْلَى، وُشِّحَتْ خَضَضَا (7)

وتخطرني خاطرة هنا، أترى أحبّ المعرّي امرأة زنجية يوماً ما، كما يستدلّ على ذلك من إكثار تشبيهه لليل بالزنجية، في أكثر من قصيدة، فراح يشبّب بها، ويأتي على ذكرها، بين الحين والآخر. وهل تكون قد صدته عنها، فكان هذا الانقلاب على المرأة عموماً. أما شبّه الليل بنجومه المتلألئة بـ (عروس من الزنج) عليها قلائد من جمان، فأبدع حين قال:

لَيْلَتِي هَـذِهِ عَرُوْسٌ مِنَ الزِّنْـ…..

ـجِ عَلَيْـها قَلائِدُ مِنْ جُمانِ

ويكرر معناه ثانية، بتشبيه الليلة إذ لاحت كواكبها بحسان من الزنج في قوله:

كَأَنَّمَـا هِيَ إِذْ لاَحَتْ كَوَاْكِبُـهَا

خُوْدٌ مِنْ الزِّنْجِ تُجْلَى، وُشِّحَتْ خَضَضَا

ويشبّه غيوماً سوداً، والبرق يلمع بينها، بنسوة الزنج يحملن قضباناً من الذهب يلوّحن بِها وهنّ يرقصنَ:

أَوْ نِسْـــوَةُ الزِّنِـجِ بِأَيْــمَانِـهَا

لِلرَّقْـــصِ قُضْـبٌ ذَهَبِـــيَّاتُ

أيصدق حدسي أم يخونني الظن فيما ذهبت إليه، ولا يكون تعلق المعري بالزنجيات إلا من باب شِبهِهُنَّ بالليل في سواده؟.

وإذا بحثنا أكثر في شعر المعري ربّما نعثـر على العديد من قصائد الغزل، فهل كانت فتيات تلك القصائد حبيبات للشاعر، أم هنّ أدوات غزلٍ، نظمه لإظهار مقدرة غزلية وصفية، إنّ المحلّل لتلك القصائد، قد يجد فيها العاطفة والحب والشوق، إنّما إلى أي حدٍّ يمكن التسليم بأن معاناته الغزلية تلك كانت واقعية، ففي قصيدة لاميّة مطلعها:

أَسَالَتْ أَتيَّ الدَّمعِ فوقَ أسـيل

وَمَالَــتْ لظِـلٍّ بالْعِرَاْقِ ظَلِيْـلِ

ولمن قال بأن المعري لَم يعشق ولم يعانِ وصب الحب، أقول: أين تصنِّف قصائد الغزل تلك؟ وهل يمكن التغاضي عما يورد الشاعر هنا، وهو إن تغزّل أجاد، وإذا وصف أبدع، ولا أعتقد أنّ كفَّ نظره، ودمامةَ وجهه، قد وقفا حائلاً بينه وبين قلبه حين أحبّ، ولست مع ما قاله د. طه حسين سابقاً: (نظلم أبا العلاء إذا وصفناه بإجادة الغزل، وإنّما هو رجل ضرير مفجع قد تملّكه الزهد)، إنّما أرى أنه عزف عن ذلك واتجه إلى الزهد لأخلاق فيه فرضها عليه العمى.

بعد كل ما سبق لا بد من طرح السؤال التالي: ما هو إذن موقف المعري الحقيقي من المرأة؟ أمام اتهامه بعداوة المرأة، وهل كان عدوّ المرأة أم سندَها؟ وإذا كان سندها فما الذي يدفعه إلى ذمّها؟ في حقيقة الأمر لو راجعنا رثاءه لأمّه، فسيوقعنا في حيرة كبيرة، ما بين حبّه العظيم لها، واحترامه وامتنانه السخيين لأمومتها ورعايتها له، وما بين كرهه الشديد للمرأة، ونفورِه وتحذيرِه الناس منها، وما قاله فيها من ذمٍّ وقدحٍ وتهويل يوقعنا كما قلت في حيرةٍ من هذا الموقف، ففي الوقت الذي يرثي فيه أمه بحرقة وهي المرأة المثل لديه قائلاً:

وَأَمَّتــْنِي إلَى الأَجْــدَاث أمٌّ

يَعِـزُّ عَلَـي أَنْ سَــارَت أَمَامِــي

وَأُكْـبِرُ أَن يُـرَثِّــيَهَا لِــسَانِـي

بِلَفْـــظ سَــالِك طُــرُق الطَّـعَامِ

مَضَتْ وَقَـدِ اكْتَهَلْتُ فَخِلْت أَنّي

رَضِــيع مَا بَلَــغْت مَدَى الْفِطَـامِ

فَيَــا رَكْـبَ الْمَنُـونِ أَمَا رَسُـولٌ

يُــبَلِّغ رُوْحَــهَا أَرَج السَّـــلامِ

أكرّر في الوقتِ ذاته نراه يطلب من الشابّ أن يشدَّ يديه على ما يقوله له، بألاّ يدنوَ من النساء، لأنّ ما بعد العسل سيكون الْمرار:

أشْـدُد يدَيْـك بِما أقـولُ،

 فقَـولُ بعــضِ النّـاسِ دُرُّ

لا تَدنُــــوَن مِـن النّسـاءِ

فإن غِـــب الأرْي مُـرّ

وقد تصل عدم ثقته بالمرأة، لأنها مصدرَ تحريكٍ للعواطف، وتهييجٍ للأنفسِ، أن يدعو إلى فصل الأولاد عن البنات عند بلوغ الولد عشر سنوات، وفي ذلك تأكيدٌ لثقافته الدينية، فيقول متهماً النساء بأنّهن حبال غيّ حتى للأطفال:

إذا بلغ الوليــــدُ لدَيْــك عشراً

فلا يَدْخُــلْ على الْحُرمِ الوليــدُ

أَلا إنّ النّـــساء حِــبــالَ غِــيٍّ

بِــهِــنّ يَضِـيّــع الشرفُ التليدُ

وهذا ما يجعلنا نقف حائرين أمام موقفه، فكيف يكون مع وضد في آن واحد، كيف يكون مع أمه، وهي امرأة يحبها، ويكاد لا ينسى ذكرها، وضد المرأة عموماً بأنها فاسدة، ولا يؤتمن لها على ظهر؟ كيف يكون المعري مع الزواج وضدّه في الوقت ذاته يقول:

اطلبْ لبنتك زوجاً كي يراعيَها

وخوِّفِ ابنكَ من نسـلٍ وتزويجِ

وقد يذهب مذهب زواج النظر، أو المتعة فحسب، عندما يتمنى لو أن حواء لا تلد ولا تحبَل:

فَلَـيْتَ حَوّاءَ عَقِـيمًا غَدَتْ

لا تَلِـد الناس ولا تَـحبَلُ

وبرأيه خير النساء من لا يلدن، إلا إذا كان المولود نافعاً، وهذا نادر:

خير النساء اللواتي لا يلِدْنَ لَكُمْ

فإنْ وَلِدْنَ فخَيْرُ النسلِ ما نَفعَا

وأكثرُ النّسلِ يشقى الوالدان بـه

فلـيْــَته كـان عن آبائِه دَفَـعَا

وينصح -وهذا كثير- بعدم النكاح، وإن خاف هذا المرء مأثماً، فليكنِ الزواج بلا نسل، فذلك برأي المعري أحزم:

نصَحتُكَ لا تَنكِحْ، فإنْ خِفتَ مأثماً

فأَعرِسْ، ولا تُنسِل، فذلك أحزَمُ

مع كل ما سبق من هجوم على المرأة، ودعوته لقطع النسل، ورفضه أن تَحملَ، حتى ودعوته عليها أن تزهق روحها، يفاجئنا ببيت من لزومياته، يأسى لوأد فتاة لات مولدها، ويعتبر أنّ وأدها ظلما، ويتمنى لأبيها أن يغدوَ موؤودا مثلها:

طـوبَى لموؤودةٍ في حــالِ مولدها،

ظُلْما فَلَيـتَ أباها الفظُّ مَــوؤودُ

يضعنا المعري فيما سبق أمام ثلاث تناقضات، أولاها طلب الزوج للفتاة كي يراعيها، وتخويف الابن من النسل والزواج. وثانيها خير النساء من لا تلد أبدا، وإن ولدت فخير النسل ما نفع، لينكر أن هناك ولدا نافعا يدفع عن والديه بل يشقيهما. وثالثها دعوته على المرأة بزهق روحها، وفي الوقت نفسه يأسى لوأد المولودة وقتلها حية.

وهنا قد يقول قائل بأن لا تناقض في شعر المعري بل هو شعر يقوم على نسخ ما قبله، فهل يصح في ما قاله المعري أن شعره اللاحق ينسخ السابق ويلغيه، وأنه لكثرة ما نظم كان خاضعا للتغيرات الزمانية والمكانية والبيئة أيضا ربما.

على أية حال مهما تكنِ التكهنات يبقَ أن نعرفَ، وحسبُ، من خلال ما وصل إلينا أنّ المعري لَم يُعرف عنه أنّه أحبّ، أو تغزّل، بل هو لَم يتزوّج، ولَم يرغب بالنسل على حاجته له، وقد صرح بذلك أكثر من مرة، بخاصة البيت الذي طلب أن يكتب على قبره بعد وفاته:

هـــذَا جَــنَاهُ أَبِـي عَــلَيّ

ومَــا جَـنَيْتُ عَلَى أَحَـدْ

أكتفي بهذا القدر فيما يخص موقف المعري من المرأة، تاركاً للنقاد والكتاب والدارسين الباحثين، أن يجتهدوا في كشف ما غمض عن موقفه المتقلب، بالرغم مما قدّموه واجتهدوا في تقصّيه، وتتبع دقائقه، لاشك قد كتب الكثير حتى اليوم بصدد المعري والمرأة، وبنيت عليه استنتاجاتٌ، وأفردت له كتبٌ وفصولٌ، وقلما كتب أحدهم _ وما أكثرهم _ عن المعري إلاّ وعرّج على موقفه المثير للجدل من المرأة، من قريب أو بعيد.

هوامش:

1- ذكرى تجديد أبي العلاء (ص 201).

2- مغتال (الأولى): مهلك للمحبين. مغتال (الثانية): ريّان عَبْل.

3- خال: مختال من الخيلاء.

4- بالساً: اسم موضع في حي بني كلاب.

5- أبو العلاء المعري، ناقد المجتمع، (ص 51) رسائل المعري، طبعة بيروت، ص 69

6- ابن مزنتها : يقصد الهلال.

العدد 1105 - 01/5/2024