الذكرى 82 لتأسيس الشيوعي العراقي

 أقام الشيوعيون العراقيون في براغ احتفالاً يوم السبت 26/3/2016 الساعة الرابعة بعد الظهر، بمناسبة الذكرى الـ 82 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، وقد حضر الحفل سفير العراق في براغ، وممثل الحزب الشيوعي التشيكي والمورافي المهندس نزار طرابلسي، وقد مثّل أيضاً الشيوعيين السوريين في الخارج، وممثلو الأحزاب الشيوعية العربية في التشيك، وعدد من أصدقاء الحزب وبحضور الشيوعيين العرب القدامى.

وقد افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني العراقي، وبعده كلمة سفير العراق الدكتور وليد شلتاخ. ثم كلمة الحزب الشيوعي التشيكي، تلتها كلمة الشيوعيين السوريين في الخارج، وتتالت كلمات الشيوعيين العرب وبعض المفكرين ومن قدامى شيوعيي العراق، وتخلل الحفل بعض الأفلام عن تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ونضال مؤسسه الشهيد فهد، ثم دعي الحضور إلى مائدة متواضعة.

نهنئ الشيوعيين العراقيين بذكرى الـ 82 لتأسيس حزبهم ونتمنى لهم النجاح والتقدم في مسيرتهم النضالية ضد الإرهاب والعنف والقتل، للقضاء على داعش، وضمان وحدة العراق واستقلاله.

****************

كلمة الرفيق نزار طرابلسي

سعادة سفير الجمهورية العراقية في براغ الدكتور وليد شلتاخ المحترم

الرفاق الشيوعيون القدامى.. الرفاق ممثلو الأحزاب الشيوعية العربية

أيها الرفاق.. السادة الحضور

باسم الشيوعيين السوريين في الخارج وأصدقائهم، نتقدم إليكم بالتهاني الرفاقية الحارة بمناسبة الذكرى الثانية والثمانين لتأسيس حزبكم العظيم الحزب الشيوعي العراقي حزب الرفيق الشهيد سلام عادل ورفاقه.

كلنا يتذكر التاريخ الحافل والنضال الدؤوب لدور الحزب الشيوعي العراقي من مرحلة الاستقلال إلى الدور الفعال في ثورة 14 تموز إلى العهود الديكتاتورية، والمحن التي تعرض لها في أقبية العهود الديكتاتورية وكان آخرها التصفيات الجسدية التي تعرض لها الشيوعيون العراقيون وحملات الاعتقال والنفي لقيادات الحزب وقواعده، بعد تشريد العديد منهم وتهجير البعض الآخر وبقاء الجزء الأكبر في داخل العراق يصارع ديكتاتورية صدام العفنة. ثم الانتقال إلى مرحلة النضال ضد الاحتلال الأمريكي للعراق الذي قتل أكثر من مليون عراقي وشرد الملايين، بعد سرقة ثروات العراق وخيراته وزرع الفتنة الطائفية. وتدمير تراث العراق الحضاري الذي يعود لأكثر من سبعة آلاف عام. وتدمير مؤسسات الدولة وكيانها والعبث بتاريخ بلاد بابل الثقافي والحضاري. ومحاولات تقسيم العراق إلى دويلات طائفية وعرقية.

أيها الرفاق..

تمر الذكرى الـ 82 لتأسيس الحزب والعراق والمنطقة تمر بأصعب وأحلك الظروف، فالهجمات الإرهابية على العراق وسورية من قبل تنظيم داعش وبقية المنظمات المسلحة الإرهابية وسيطرتها على جزء من أرض العراق وشردت وقتلت وذبحت العديد من أبنائه، وزرعت الفتنة الطائفية وعملت مجازر قتل وذبح ضد أبناء الشعب العراقي بكل أطيافه الدينية والسياسية، وبشكل خاص ما تعرض له سكان جبل سنجار واليزيديين بشكل خاص.

كل ذلك يجري بدعم وتمويل وتسليح من الدول الإقليمية وخاصة السعودية وقطر وتركيا، وبدعم أمريكي غربي وعلى مسمع ومرأى المجتمع الدولي، بهدف ضرب الوحدة الوطنية وإبقاء العراق مقسماً مشتتاً تحت مسميات مختلفة من ما يسمى نشر الديمقراطية والحرية تارة، وتحت ما يسمى الربيع العربي، الذي جلب الهلاك للعرب وشعوب المنطقة، وهذا ما كانت قد بشرتنا به كوندليزا رايس منذ عام 2006 تحت ما يسمى الشرق الأوسط الجديد الذي سيعاد فيه تقسيم المنطقة إلى دويلات وكانتونات، لتبقى إسرائيل هي الدولة الرائدة والقوية في المنطقة وتشتيت مقدرات العرب وتلاشيها. وكان من نتاج ما سمي الربيع العربي: الفوضى الخلاقة وتدمير ليبيا، وتأجيج الصراعات العرقية والقبلية. وفي تونس ومصر واليمن وما تتعرض له سورية من حرب من قبل المنظمات الإرهابية المدعومة من أكثر من 85 دولة في العالم والتي شاركت بالحرب على سورية..

لقد دق ناقوس الخطر واحترق العالم بنار الإرهاب، وحتى من فترة ليست بالبعيدة كانوا يسمون الإرهابيين في سورية والعراق بالجهاديين وناشري الحرية والديمقراطية من دول داعمة لهم لا تعرف معنى الحرية والديمقراطية حتى أنها تفتقر لأبسط حقوق الإنسان والمواطنة. والمصادفة الغريبة ان العمليات الإرهابية والتفجيرات التي تحدث هي أعمال إرهابية. أما في سورية والعراق فهي معارضة معتدلة تطالب بالحرية والديمقراطية، فإلى متى سيستمر الكيل بمكيالين؟ ومن يريد مكافحة الإرهاب والقضاء عليه لا يسهم في نشوء داعش وتمويله وتدريبه وتامين الطرق اللوجستية للعبور إلى الأراضي السورية والعراقية. كيف يمكن لأمريكا والغرب وتركيا والسعودية وقطر أن توافق على قرارات مجلس الامن بتجفيف منابع الإرهاب، والقضاء عليه، وتصرح السعودية وتركيا وقطر علنا ويومياً بدعمهم بالسلاح والمال للمجموعات الإرهابية المسلحة؟

إن تاريخ الشيوعيين العراقيين حافل بالنضال ضد كل أنواع الأحلاف والمؤامرات العسكرية لجر العراق إلى التبعية الإمبريالية والرأسمالية والرجعية، وقد أسقطت كل هذه الأحلاف بالتعاون مع القوى الديمقراطية الوطنية و الشريفة. وهي ستتمكن من الانتصار على داعش بفضل وحدة كل المناضلين والوطنيين وتراص صفوفهم وفعالياتهم ، من أجل وحدة العراق والحفاظ على استقلاله ووحدة أراضيه ومنع التقسيم وضرب كل مشاريع الفتنة الطائفية والالتزام بمقولة الشهيد وقائد الحزب الشيوعي العراقي الرفيق فهد بالعمل على تحقيق وطن حر وشعب سعيد، وطن ديمقراطي علماني لكل العراقيين بأطيافهم السياسية والطبقية والدينية، وبدعم الأصدقاء ودعاة الحرية والسلام في العالم.

عاش الحزب الشيوعي العراقي! وعاشت الذكرى الـ 82 لتأسيسه!

تحية إجلال وإكبار إلى شهداء الحزب الشيوعي العراقي وعلى رأسهم الشهيد القائد الرفيق فهد ورفاقه!

العدد 1107 - 22/5/2024